تفوق الطلبة المغاربة في معهد البوليتكنيك الفرنسي: إنجاز يعكس جودة الطاقات العلمية الوطنية
نجاح 54 طالبًا مغربيًا في امتحانات القبول يعيد تسليط الضوء على تحديات هجرة العقول وفرص تطوير التعليم العالي بالمغرب

شهدت نتائج امتحانات القبول لولوج المدرسة متعددة التقنيات الفرنسية الشهيرة “البوليتكنيك” تفوقًا لافتًا للطلبة المغاربة، حيث أكد إعلان السفارة الفرنسية بالمغرب نجاح 54 طالبًا مغربيًا في الاختبارات الكتابية لهذه السنة، وهو رقم يعكس حضورًا قويًا للطلبة المغاربة ضمن المقبولين بالأقسام التحضيرية للمدارس العليا الفرنسية.
تُعد “البوليتكنيك” واحدة من أعرق مدارس الهندسة في فرنسا، تأسست عام 1794، وتتميز بنظام تعليمي صارم يمتد لثلاث إلى أربع سنوات يمنح شهادات مهندس متخرج، بالإضافة إلى برامج الدكتوراه والماسترز، وتحتل مكانة مرموقة عالميًا حيث تصنف ضمن أفضل 40 جامعة في العالم وأولى المدارس الفرنسية في مجال الهندسة.
هذا التفوق المغربي في “البوليتكنيك” لم يمر دون إشادة واسعة من قبل الخبراء والمجتمع المغربي، حيث اعتبروا أن هذا الإنجاز يعكس قدرات معرفية متقدمة لدى الطلبة المغاربة، ويبرز تحولًا إيجابيًا في جودة التعليم والتكوين بالمغرب، رغم التحديات التي تواجه منظومة التعليم الوطنية.
ومع ذلك، يثير هذا النجاح تساؤلات حول ظاهرة هجرة العقول، إذ يفضل العديد من الطلبة المغاربة المتميزين الدراسة في الخارج، خاصة في فرنسا، بدافع توفر منح دراسية ورحلات ممولة، ما يساهم في استنزاف الكفاءات الوطنية، رغم وجود مؤسسات تعليمية مغربية حديثة ومتطورة قادرة على استقطاب هؤلاء الطلبة.
كما يشير خبراء إلى ضرورة تعزيز الدعم والتحفيز للطلبة المتفوقين داخل المغرب من خلال زيادة نسب المنح، وتوفير فرص تدريب ميداني وتسهيل ولوج سوق الشغل، إضافة إلى تحسين الأجور، لضمان استثمار هذه الطاقات في خدمة التنمية الوطنية والحد من هجرة الكفاءات.
وفي الختام، يبقى تفوق الطلبة المغاربة في “البوليتكنيك” شهادة على جودة الطاقات العلمية المغربية وقدرتها على المنافسة دوليًا، مع ضرورة العمل على استثمار هذه النجاحات في بناء مستقبل علمي وتقني واعد للمغرب، يضمن لهم فرصًا عادلة في وطنهم.