
مع ازدياد أهمية الفضاء الإلكتروني كرافد أساسي للحياة الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، تبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز الأمن السيبراني وحماية المواقع الإلكترونية من التهديدات المتزايدة.
وفي هذا الإطار، أصدرت إدارة الدفاع الوطني بالمملكة المغربية بتاريخ 5 يوليو 2025 تحذيراً هاماً كشف فيه عن ثغرة أمنية خطيرة في إضافة “Forminator” الخاصة بنظام إدارة المحتوى ووردبريس، والتي تعتمد عليها مئات الآلاف من المواقع الإلكترونية المغربية.
تكمن خطورة هذه الثغرة في قدرتها على منح المهاجمين تحكماً كاملاً في المواقع المصابة، ما يتيح لهم تعديل المحتوى، سرقة البيانات الحساسة، وتعطيل الخدمات الرقمية الحيوية. وتنتشر هذه الإضافة بشكل واسع بين المواقع الحكومية والتجارية على حد سواء، إلا أن ضعف التحديثات الأمنية لدى كثير من هذه المواقع يجعلها عرضة لهجمات قد تكون مدمرة على الصعيد التقني والاقتصادي. وقد جاء تحذير إدارة الدفاع الوطني عبر مركز اليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية التابع لها، كنداء عاجل لجميع مشرفي المواقع الإلكترونية في المغرب لتحديث الإضافة فوراً إلى النسخة الآمنة، وتفعيل إجراءات وقائية إضافية مثل مراقبة سجلات الخوادم وتعطيل الإضافة مؤقتاً إذا تعذر التحديث.
هذا التحذير لا يقتصر على الجانب التقني فقط، بل يعكس ضرورة تعزيز ثقافة الأمن السيبراني بين جميع الفاعلين في المجال الرقمي، من مطورين ومسؤولين ومستخدمين، لأن الأمن الرقمي مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب وعياً جماعياً وجهوداً متكاملة. ففي ظل تصاعد الهجمات السيبرانية وتوسع الرقمنة في المغرب، يصبح من الضروري أن تتضافر جهود الجهات الحكومية والخاصة لتأسيس منظومة رقمية آمنة وموثوقة تحمي المكتسبات الرقمية وتضمن استدامتها.
وفي الختام، تبقى هذه الثغرة الأمنية بمثابة جرس إنذار يدعو الجميع إلى التحرك السريع والفاعل، فالأمان الرقمي ليس رفاهية بل ضرورة حتمية في عالم اليوم الذي تتشابك فيه التكنولوجيا مع تفاصيل حياتنا اليومية. الحفاظ على سلامة الفضاء الإلكتروني مسؤولية وطنية لا تحتمل التأجيل أو التهاون، ويجب أن يكون في صلب أولويات كل من يسعى إلى بناء مستقبل رقمي مزدهر وآمن للمغرب.