ثقافة :**أسطورة سيزيف: تأمل في عبثية الحياة والبحث عن المعنى**

حكيم سعودي
في أحد أبرز الأعمال الفلسفية في القرن العشرين، يقدم ألبير كامو في “أسطورة سيزيف” تصوّرًا مميزًا لحالة الإنسان وتواجهه مع عبثية الحياة. إن قصة سيزيف، الذي يحكم عليه بدحرجة الصخرة بلا كلل، تعكس واقعية تجربة البشرية وصراعها الدائم في البحث عن المعنى.
يستخدم كامو قصة سيزيف كاستعارة لواقع الإنسان، حيث يشير إلى أننا جميعًا محكومون على وجودٍ لا معنى له. يؤمن كامو بأن مصيرنا يتجلى في الكفاح والمعاناة، مشددًا على أن الجهود البشرية لا تسفر سوى عن بحث لا نهائي عن معنى الوجود.
من خلال تأملاته، يقدم كامو استراتيجية للتعايش مع هذه العبثية، حيث يدعونا للتركيز على اللحظة الحالية والاستمتاع بأصغر لحظات السعادة. يرى كامو أن الحرية هي مفتاح إيجاد معنى في الحياة، وبأنه يتعين علينا استخدام هذه الحرية لنحدد مسارنا الخاص ونبتكر معنىً شخصيًا للوجود.
باختصار، “أسطورة سيزيف” تعد تحفة فلسفية تدعو إلى قبول عبثية الحياة واستغلال الحرية لاستكشاف معاني الوجود. إنها رحلة عميقة في عالم الفلسفة تترك للقارئ الكثير من التأملات والتساؤلات حول معنى الحياة ومكانتها في الكون.