جلالة الملك محمد السادس يطلق منصة المخزون والاحتياطات الأولية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة لتعزيز صمود المملكة في مواجهة الكوارث
مشروع استراتيجي بتكلفة 287,5 مليون درهم يدعم جاهزية التدخل السريع ويجسد النموذج المغربي في تدبير مخاطر الكوارث

في خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات المملكة المغربية في مواجهة الكوارث الطبيعية،أشرف جلالة الملك محمد السادس، مرفوقاً بولي العهد الأمير مولاي الحسن، يوم الأربعاء 7 مايو 2025، بجماعة عامر في عمالة سلا، بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، على إعطاء انطلاقة إحداث منصة المخزون والاحتياطات الأولية، التي تمثل تجسيداً حقيقياً للنموذج المغربي في الصمود والجاهزية للتدخل السريع في حالات الطوارئ.
يقام المشروع على مساحة 20 هكتاراً بتكلفة 287,5 مليون درهم، ويتضمن أربعة مستودعات بمساحة 5000 متر مربع لكل منها، بالإضافة إلى حظيرتين للمعدات، مهبط للمروحيات، ومواقف للسيارات، ما يؤمن قدرة استجابة سريعة وفعالة في حالات الطوارئ. هذه المنصة هي جزء من برنامج وطني يشمل 12 منصة جهوية موزعة على مختلف جهات المملكة، باستثمار إجمالي يبلغ 7 مليارات درهم، مع تعبئة وعاء عقاري قدره 240 هكتاراً، و36 مستودعاً موزعة حسب الكثافة السكانية والمخاطر المتوقعة.
ويمثل هذا المشروع تجسيداً للتحول الجذري في نظام تدبير مخاطر الكوارث بالمغرب، من نهج رد الفعل إلى نهج وقائي يركز على بناء القدرة على الصمود، وهو ما يعود بالنفع على جميع السكان. فقد ساند البنك الدولي تمويل وتنفيذ أكثر من 230 مشروعاً للحد من مخاطر الكوارث بقيمة 304 ملايين دولار بين 2016 و2024، شملت أنظمة الحماية من الفيضانات والإنذار المبكر ورسم خرائط للمخاطر، مستفيداً منها نحو 400 ألف شخص مباشرة وأكثر من 33 مليوناً بشكل غير مباشر.
كما عزز المغرب قدراته المؤسسية بوضع نموذج تقييم الأخطار الطبيعية عام 2012، وتطوير نماذج لتقدير التكاليف المالية للكوارث، مع إعداد استراتيجيات تجريبية لبناء قدرة المناطق الحضرية على الصمود، وتأسيس مرصد وطني للمخاطر يعمل بشكل كامل.
خلاصة القول أن إحداث منصة المخزون والاحتياطات الأولية بجهة الرباط-سلا-القنيطرة ،يعكس استراتيجية شاملة ومتكاملة للمغرب في تعزيز صموده أمام الكوارث الطبيعية، ويأتي ضمن برنامج وطني طموح يهدف إلى حماية المواطنين وضمان استجابة سريعة وفعالة، مستنداً إلى رؤية ملكية واضحة تستثمر في الوقاية والتجهيز والتعاون المدني-العسكري، مع تعزيز التضامن الوطني والدولي.