أخبارجهاتسياسة

حركة “صحراويون من أجل السلام” تفرض حضورها وتطرد وفد البوليساريو من مؤتمر الاشتراكية بإسطنبول

انطلاقة جديدة للتمثيل الصحراوي المعتدل تعزز فرص السلام وتكشف ضعف الكيان الوهمي

وكالات:
شهد مؤتمر الأممية الاشتراكية المنعقد في إسطنبول التركية في ماي 2025 حدثاً بارزاً تمثل في مشاركة حركة “صحراويون من أجل السلام” لأول مرة بصفة عضو كامل، حيث تمكنت الحركة من فرض حضورها السياسي والدبلوماسي، بل وطرد وفد الكيان الوهمي (جبهة البوليساريو) من فعاليات المؤتمر، مما كشف عن ضعف حضور الأخير وتراجع هيمنته على تمثيل القضية الصحراوية في المحافل الدولية.
تأسست حركة “صحراويون من أجل السلام” عام 2020، كبديل سياسي ينادي بحل سلمي وواقعي لقضية الصحراء، ويرفض خطاب العنف والانفصال الذي تروج له البوليساريو. وتمثل الحركة شريحة واسعة من الصحراويين الرافضين للطرح الانفصالي، وتدعو إلى اعتماد مقترح الحكم الذاتي المغربي كأرضية للحل السياسي الذي يحفظ كرامة السكان ويضمن الاستقرار والتنمية.
في المؤتمر، شارك وفد نسائي بارز من الحركة، ضم قيادات من العيون والداخلة، حيث رفعوا لافتة باسم الحركة وأكدوا على دور النساء في صياغة مستقبل الصحراء، ما كسر احتكار البوليساريو للتمثيل السياسي للصحراويين. وقد أثارت هذه المشاركة احتجاجات من جبهة البوليساريو التي اتهمت الحركة بـ”العمالة للمغرب” ومحاولة انتهاك تمثيل الصحراويين، لكنها لم تستطع إخفاء تراجعها السياسي أمام الحضور القوي والمتزايد لـ”صحراويون من أجل السلام”.
هذا الحضور الجديد يعكس تحولا نوعيا في المشهد السياسي لقضية الصحراء، حيث باتت الأصوات المطالبة بالسلام والتعددية السياسية تفرض نفسها على الساحة الدولية، وتفتح الباب أمام حوار شامل يضم كافة الأطراف الصحراوية، بعيداً عن منطق الإقصاء والتجييش.

وفي تصريح لجريدة “العمق” المغربية أوضح السيد سيدي أسباعي رئيس لجنة الشباب بحركة صحراويون أجل السلام أن حضور الحركة في قمة نساء الأممية الاشتراكية يندرج في سياق وفد كبير يقوده السكرتير الأول الحاج أحمد باريكلا، والذي يرتقب أن يشارك في لقاء مجلس الأممية الاشتراكية يومي 24 و25 ماي في تركيا.
التصريح جاء في سياق مشاركة منظمة نساء حركة صحراويون من أجل السلام بإجتماع الأممية الاشتراكية بالعامصة التركية إسطنبول، حيث أكد السباعي أن هذه المشاركة تأتي بعد دعوة صحراويون من أجل السلام بصفتها عضوا في مجلس الأممية الاشتراكية، وهي صفة حصلت عليها الحركة مطلع العام الجاري بعد أشهر من العمل الحثيث والدؤوب.
وعن دلالة المشاركة وتأثيرها على رواية البوليساريو، صرح السباعي: “حضور حركتنا في هذا المحفل الدولي يشكل بالنسبة لنا، بداية مسار دولي جديد لنا ضمن سياق نؤكد فيه على حق الصحراويين في التعددية السياسية وفي اختيار ديمقراطي لمن يمثلهم أمام العالم”.
وأضاف أن هذه المشاركة لها “دلالات جد مهمة، على اعتبار أننا نتحدث عن فضاء سياسي دولي، لطالما شكل بالأمس القريب مسرحا لتضليل البوليساريو الرأي العام الدولي عبر أكذوبة أنها تمتلك شرعية التمثيل الوحيد والأوحد للصحراويين، والحال اليوم يثبت عكس هذه الأسطوانة المشروخة”.
كما قدم رئيس اتحاد شبيبة صحراويون من أجل السلام رؤية الحركة للحل، مشيرا إلى أنها تمثل جزءا من الصحراويين ولديها “رؤية منطقية وواقعية لحل قضية الصحراء الغربية بشكل يحفظ كرامة الصحراويين ويضمن له شروط العيش الكريم”.
وإعتبر سيدي أسباعي أن “خارطة طريق الحركة نحو هذا الحل ترى في مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يشكل منطلقا يمكننا أن نبدأ منه في اتجاه حل ينهي هذه 50 سنة من المعاناة والمصير المجهول، يعطينا فرصة للسلام والحوار الجاد في أفق بناء أرضية استقرار وأمن تعبد الطريق نحو مستقبل وغد أفضل للصحراويين”.
وفي الختام، تؤكد حركة “صحراويون من أجل السلام” من خلال مشاركتها في مؤتمر الاشتراكية بإسطنبول أنها صوت بديل يعيد رسم ملامح الحل في الصحراء، معززة بذلك فرص السلام والاستقرار في المنطقة عبر مقاربة سياسية مدنية تقوم على التسامح والانفتاح والحوار.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!