حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري الأسبق يكشف عما يجري بالسودان ومجلس الأمن يصدر بيانا والأمم المتحدة تدين القتال في السودان وتدعو إلى استعادة الهدوء على الفور
حمد بن جاسم:"نداء للجامعة العربية، فهل ستتدخل تدخلاً فعّالاً لوقف هذا التصعيد الذي سيلحق، إن لم يوضع له حد على وجه السرعة، خسارة كبرى ليس بالسودان والسودانيين وحدهم، بل بالعرب قاطبة”.
في سلسلة تغريدات عبر صفحته الرسمية على تويتر، تساءل حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري الأسبق على المواجهات المسلحة التي تجري في السودان: “ماذا يجري في السودان؟ للأسف فإن ما يعصف بالسودان اليوم ما هو إلا تبعات لنصائح مغرضة وتدخلات خارجية بلغت ذروتها يوم الانقلاب على البشير، وآلت لهذا الوضع المحفوف بالمخاطر الذي يعيشه السودان الآن”.
وأضاف: “ما نرجوه هو أن يتعظ السودانيون وقواتهم المسلحة جميعها بالواقع المرير في بلدان أخرى لجأت للسلاح لحل ازماتها، وأن يرجحوا العقل والمنطق للخروج من هذه الأزمة الكارثية، التي كنت أتوقع أن تحدث في ضوء تطورات وتدخلات خارجية متتابعة”، على حد تعبيره.
وأردف: “لتكن العبرة لدى العرب وجامعتهم في ما يقوم به الاتحاد الأفريقي عند وقوع أمر مشابه في إحدى دوله، فيتدخل لحسم الأمور بالتهدئة، ولا أستبعد أن يبادر الاتحاد الأفريقي بمثل هذا التدخل قبل أن تحرك الجامعة العربية ساكناً”.
وتابع: “أخيراً! نداء للجامعة العربية، فهل ستتدخل تدخلاً فعّالاً لوقف هذا التصعيد الذي سيلحق، إن لم يوضع له حد على وجه السرعة، خسارة كبرى ليس بالسودان والسودانيين وحدهم، بل بالعرب قاطبة”.
وزاد: “وما نرجوه هو ألا يكون التدخل المنشود مجرد بيان شفوي من مندوبي الجامعة، بل بقوة عربية فاعلة تذهب للخرطوم وتشرف على وقف إطلاق النار”.
اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في البلاد يوم السبت في العاصمة وأماكن أخرى في الدولة الإفريقية، مما أثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع.
وقال الجيش السوداني إن القتال اندلع بعد أن حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتها في الجزء الجنوبي من العاصمة، متهمة الجماعة بمحاولة السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم، بما في ذلك القصر.
ومن جهتها، اتهمت قوات الدعم السريع، في سلسلة من البيانات، الجيش بمهاجمة قواتها في إحدى قواعدها بجنوب الخرطوم. وزعمت أنها استولت على مطار المدينة و”سيطرت بالكامل” على القصر الجمهوري بالخرطوم، مقر رئاسة البلاد.
وجاءت الاشتباكات مع تصاعد التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تأخير توقيع اتفاق مدعوم دوليا مع الأحزاب السياسية لإحياء التحول الديمقراطي في البلاد.
وفي مستجدات فيما يجري على الساحة ،قال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة:
القوات المسلحة السودانية توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، ولمدة ثلاث ساعات.
الفتح سيبدأ من الساعة الرابعة عصر اليوم، على ألا يلغي ذلك حقها في الرد عند حدوث أي تجاوزات من قبل المليشيا المتمردة”.
وقالت قوات الدعم السريع، على حسابها الرسمي في تويتر:
تهيب قوات الدعم السريع السودانية بالمواطنين الكرام أنها وفي إطار طلب الأمم المتحدة ورغبة القوات في تيسير جزء من حياة الناس تعلن عن السماح للمسارات الآمنة والحالات الإنسانية للمواطنين وذلك من الآن ولمدة أربع ساعات.
مع احتفاظنا بحقنا في حماية المواطنين وحقنا في الرد على أي اعتداءات من انقلابيي ومليشيات النظام المباد.
مجلس الأمن يصدر بيانا حول الاشتباكات في السودان
وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم العميق إزاء الاشتباكات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ، وأعربوا عن أسفهم للخسائر في الأرواح والجرحى ، بما في ذلك بين المدنيين.
وحث أعضاء مجلس الأمن الأطراف على الوقف الفوري للأعمال القتالية، وإعادة الهدوء، ودعوا جميع الأطراف إلى العودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية في السودان.
وشدد أعضاء مجلس الأمن على أهمية الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة.
وأكد أعضاء مجلس الأمن من جديد التزامهم القوي بوحدة جمهورية السودان وسيادتها واستقلالها وسلامتها الإقليمية.
الأمم المتحدة تدين القتال في السودان وتدعو إلى استعادة الهدوء على الفور
في بيان منسوب للمتحدث باسمه، دعا غوتيريش قادة الجانبين إلى وقف الأعمال العدائية على الفور واستعادة الهدوء وبدء الحوار لحل الأزمة الراهنة.
وقال البيان إن أي تصعيد آخر للقتال سيخلف أثرا كارثيا على المدنيين وسيفاقم الوضع الإنساني الصعب في السودان. ودعا الأمين العام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في المنطقة إلى دعم جهود استعادة النظام والعودة إلى المسار الانتقالي.
ويتواصل الأمين العام مع قادة المنطقة، مجددا التزام الأمم المتحدة بدعم شعب السودان في جهوده لاستعادة الانتقال الديمقراطي وتحقيق تطلعاته لبناء مستقبل سلمي وآمن.
وفي وقت لاحق ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة على موقع تويتر أن الأمين العام تحدث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي حول كيفية تهدئة الوضع في السودان.
وأضاف أن “الأمين العام تحدث مع الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، داعيا إلى الوقف الفوري للعنف والعودة إلى الحوار”.
وعرض الأمين العام بذل مساعيه الحميدة، بالتنسيق عن كثب مع الجهود الجارية، لاستعادة الأمن وإكمال العملية السياسية الدائرة.
كما أعرب مارتن غريفيثس وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن القلق البالغ بشأن التطورات الأخيرة في السودان.
وقال إن ما يقرب من 16 مليون شخص، أي ثلث عدد السكان، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية. وحذر من أن تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى تدهور الوضع.
ومن جانبه ،أبدى مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك قلقه بشأن الاشتباكات المسلحة في السودان وأعرب عن تضامنه التام مع الشعب السوداني “الذي يستحق ما هو أفضل من ذلك”.
وشدد على الحاجة لإعمال صوت العقل، بشكل عاجل، لوقف العنف والعودة إلى الطريق الواعد السابق نحو السلام والانتقال إلى الحكم المدني.
وأما سيندي ماكين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي أعربت عن صدمتها بشأن التطورات في السودان، الذي يزداد فيه الجوع كل عام.
وأبدت تعاطفها مع الشعب السوداني مضيفة أن “آخر ما يحتاجه الشعب هو مزيد من انعدام الاستقرار”
المصادر:تويتر،موقع مجلس الأمن وموقع الأمم المتحدة