أخبارالعدلجهاتحقوق الإنسان

خطوة إنسانية في ملف ناصر الزفزافي: زيارة مؤثرة لوالده المريض تفتح آفاق الأمل

المندوبية العامة للسجون تستجيب لطلب الزفزافي وسط دعوات حقوقية للإفراج عنه ومراعاة البعد الإنساني

في مبادرة إنسانية لافتة، استجابت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج لطلب ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، بالسماح له بزيارة والده الذي يعاني من مرض خطير ويرقد في مصحة خاصة بمدينة الحسيمة. هذه الزيارة التي جرت صباح أمس الجمعة، جاءت كجرعة معنوية قوية لكل من الزفزافي وعائلته، الذين عبروا عن فرحتهم الكبيرة وسعادتهم بالمبادرة التي حملت في طياتها رسالة إنسانية عميقة وسط الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها الوالد.
عائلة الزفزافي استقبلت هذه الخطوة بارتياح بالغ، معتبرة إياها دعمًا نفسيًا هامًا يعزز من صمودهم في مواجهة المرض.
الزيارة المفاجئة لم تكن مجرد لقاء عابر، بل كانت بمثابة دفعة معنوية كبيرة أعادت الأمل والطمأنينة إلى قلوبهم، وأكدت على أهمية مراعاة الجوانب الإنسانية في التعامل مع المعتقلين، خصوصًا في الحالات التي تستدعي تواصلاً عائلياً حيوياً.
وتأتي هذه المبادرة في ظل استمرار اعتقال ناصر الزفزافي منذ ما يقارب ثماني سنوات، إثر إدانته في قضايا الاحتجاجات الاجتماعية بمنطقة الريف. رغم مرور هذه السنوات، لم تظهر مؤشرات جدية على الإفراج عنه، حيث تبرر السلطات استمرار اعتقاله بأسباب سياسية وأمنية، خشية أن يشكل إطلاق سراحه سابقة تشجع على احتجاجات مماثلة في مناطق أخرى. في المقابل، يواصل حقوقيون ونشطاء حقوق الإنسان إطلاق نداءاتهم من أجل الإفراج عنه، مؤكدين على ضرورة معالجة ملف معتقلي حراك الريف من منظور إنساني يراعي الظروف الصحية والنفسية للعائلات.
هذه الخطوة الإنسانية التي أقدمت عليها المندوبية العامة لإدارة السجون، تعكس حسًا إنسانيًا راقيًا يمكن أن يشكل بداية لفتح صفحة جديدة في ملف ناصر الزفزافي، يوازن بين الاعتبارات الأمنية والبعد الإنساني. كما تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول ضرورة تحسين ظروف الاعتقال وتيسير التواصل العائلي في الحالات الإنسانية الطارئة، مما يعزز من فرص إعادة الإدماج ويمنح الأمل لعائلات المعتقلين.

وفي النهاية، تبقى قضية ناصر الزفزافي محط اهتمام وقلق واسع، ليس فقط بسبب أبعادها السياسية، بل أيضًا لما تحمله من معاناة إنسانية عميقة تستدعي تعاطف الجميع ووقوفهم إلى جانب الأسرة في محنتها، متمنين الشفاء العاجل لوالده، ومأملين أن تكون هذه الزيارة خطوة نحو مزيد من التفاهم والإنصاف.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!