
في تدوينة نشرها الوزير السابق للعدل، مصطفى الرميد، عبر صفحته على فيسبوك بتاريخ 25 أغسطس 2025، عبّر الرميد عن موقفه الرافض لما تشهده الساحة الوطنية من تصاعد خطير في أساليب التعبير التي تتجاوز حدود الاحترام واللياقة إلى الإساءة الفجة التي تشوه الحقائق وتخوض في وحل السب والقدح، مسلطًا الضوء على ضرورة احترام حق الجميع في امتلاك وجهات نظر مختلفة تجاه الأحداث والقضايا السياسية، وحرية تقييم الأشخاص بشكل متباين، معتبرًا أن هذا أمر مشروع لا ينبغي لأحد أن يتعدى عليه أو يفرض فيه المحبة والولاء المجاني، حتى لو تعلق الأمر بشخصيات ذات رمزية عالية مثل الأمراء أو الملوك.
ومع ذلك، شدد الرميد على أن النقطة الفاصلة تكمن في التمييز بين حرية الرأي والتعبير وبين الانحراف المتمثل في الإساءة المتعمدة، فكل تعبير يأخذ منحى موغلاً في الإساءة، متسمًا بالقذارة والوقاحة، لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال، وتلك السلوكيات تمثل انحدارًا خطيرًا في ثقافة الحوار والممارسة السياسية، بل تشكل خسة وظلمًا بهتانيًا يهدد النسيج المجتمعي ويقوض أسس الاحترام المتبادل، مما يؤدي إلى سقوط الخطاب إلى “قاع القاع”.
وبخصوص الحملة التي تستهدف المملكة، وصف الرميد ما يُمارس بأنها دعاية سوداء واضحة الدوافع ومفضوحة الأهداف، تستهدف شخص الأمير مولاي الحسن بصفة خاصة من خلال بث سموم وأكاذيب تهدف إلى زرع الفتنة وإضعاف الروح الوطنية، لكنه عبّر عن ثقته العميقة في وعي المغاربة الذين يتمتعون بحاسة إدراك قوية تمكنهم من التفريق بين الحقيقة والزيف، مؤكدًا أن هذه الحملات لن تزيد المغاربة إلا إدراكًا ويقظة تجاه ما “يمكن أن يُشاع اليوم وغدًا، على أكثر من منبر، ويذاع من قبل أكثر من جهة”، مشبهًا مصير هذه الدعاية بـ “زبد رابية وفقاعة فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع”.
ويختتم الرميد تدوينته بالتذكير بحكمة الله وسنته التي لا تتغير، مستشهدًا بآية قرآنية ذات رسالة اعتزاز بالحق وصبر على المكائد، حيث يقول تعالى: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، فهل ينظرون إلا سنة الأولين، فلن تجد لسنة الله تبديلًا، ولن تجد لسنة الله تحويلاً)، في دعوة صريحة للجميع إلى التمسك بالقيم الوطنية الحقيقية وعدم الالتفات إلى محاولات التشويش التي تستهدف النيل من استقرار الوطن ومكانة رموزه، مؤكدًا أن الوعي الوطني والمصداقية والاحترام المتبادل هي السبيل الوحيد للعبور بالمجتمع إلى بر الأمان والحفاظ على وحدته.
وهذا ما جاء فيها:
السلام عليكم
من حق الجميع ، ان تكون له اراء مختلفة للاحداث والسياسات ، وان تكون له تقييمات متباينة للاشخاص، ولا احد من حقه ، ولا بامكانه، ان يفرض حب احد لاحد…حتى ولو تعلق الامر بشخص اعتباري من درجة ملك او امير..
لكن، ان يتخد التعبير منحى موغلا في الاساءة الوقحة المتسخة ، بل المنغمسة في القذارة، فهذا هو البهتان الكبير ، والخسة الفظيعة، والسقوط الى قاع القاع. وهذا ماتقوم به الدعاية السوداء، التي تستهدف المملكة، في شخص الامير مولاي الحسن.
لاشك انها دعاية مكشوفة دواعيها، مفضوحة اهدافها، ولا شك ان المغاربة لهم من الوعي والادراك، مايجعلهم على بينة من كل ذلك ، واكثر منه ، مما يمكن ان يشاع اليوم، وغدا، على اكثر من منبر، ويذاع من قبل اكثر من جهة ،حيث لن يكون ذلك كله الا زبدا رابيا، وفقاعة فارغة ، وصدق الله تعالى اذ يقول:(ولا يحيق المكر السيء الا باهله، فهل ينظرون الا سنة الاولين، فلن تجد لسنة الله تبديلا،ولن تجد لسنة الله تحويلا).