سياسةمجتمع

رئيس جماعة بوزنيقة يكشف عن أضخم برنامج تنموي في تاريخ المدينة: مشاريع كبرى بميزانية 60 مليار سنتيم

في تصريح رسمي، أعلن رئيس جماعة بوزنيقة، السيد طارق الخياري، عن إطلاق برنامج تنموي غير مسبوق لإعادة تأهيل المدينة، بغلاف مالي يُناهز 60 مليار سنتيم، في ما يُعد أكبر استثمار جماعي في تاريخ المدينة. هذا التصريح، الذي أدلى به على هامش افتتاح أول فضاء أخضر عمومي ضمن رؤية جديدة لتأهيل الفضاءات المفتوحة، يعكس التحول الاستراتيجي العميق الذي تنخرط فيه بوزنيقة خلال السنوات الثلاث المقبلة.

البرنامج، الذي يُشكل خارطة طريق واضحة المعالم، يهدف إلى إعادة هيكلة شاملة للنسيج الحضري، ويشمل تأهيل البنيات التحتية، إصلاح شبكة الطرق والمحاور الكبرى، تعزيز المساحات الخضراء، معالجة اختلالات الصرف الصحي، تقوية شبكة الماء الصالح للشرب، وتهيئة الأحياء الناقصة التجهيز. كما يتضمن إحداث مرافق جديدة، أبرزها مسبح نصف أولمبي ومرآب تحت أرضي، إلى جانب مشاريع ذات بعد رياضي وترفيهي، كالقاعات المغطاة ومناطق التنشيط الحضري.

وأكد السيد الخياري أن هذا التحول لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة اشتغال طويل الأمد، استند على نهج تدبيري يرتكز على ضبط التوازنات المالية وتعبئة الموارد الذاتية لخلق فائض موجه لجلب اتفاقيات تمويل استراتيجية. وخص بالذكر الدعم الهام الذي قدمه مجلس جهة الدار البيضاء–سطات، والذي بلغ 30 مليون درهم خُصص لبناء القاعة المغطاة متعددة الرياضات.

وفي سياق تفعيل هذا البرنامج، كشف رئيس الجماعة عن خطوة مؤسساتية هامة تمثلت في إحداث شركة للتنمية المحلية (SDL)، بشراكة مع المجلس الإقليمي لبنسليمان، ستُكلّف بالإشراف على تنفيذ المشاريع الكبرى، بتعبئة كفاءات هندسية وتقنية عالية المستوى. وقد تمت المصادقة على إحداث الشركة خلال دورة المجلس الإقليمي المنعقدة يوم الإثنين 28 يوليوز 2025، في أفق انخراط جماعات بوزنيقة، المنصورية، عين تيزغة، ومالين الواد في هذه الآلية التدبيرية الجديدة، التي تُراهن عليها الجماعة لتحقيق النجاعة والسرعة في الإنجاز.

كما أشار رئيس الجماعة إلى أن صفقات تهيئة بعض الأحياء، خاصة حي الرياض والمناطق المحيطة به، بلغت مراحلها الأخيرة، حيث تم فتح الأظرفة، ويُنتظر الشروع في الأشغال خلال الأيام القليلة المقبلة. وستشمل هذه التدخلات تقوية شبكة الماء، إصلاح شبكات التطهير، وتحديث البنية الحضرية للأحياء ذات الأولوية.

وفي قطاع النقل، كشف السيد الخياري، بصفته أيضًا رئيس مؤسسة “ارتقاء”، عن فوز شركة صينية بصفقة تدبير النقل الحضري، وهي بصدد استكمال تجهيز الأسطول الجديد من الحافلات، التي يُرتقب أن تنطلق خدماتها بحلول دجنبر المقبل. كما يجري العمل على إعداد مرآب تقني خاص بالحافلات، بعد الانتهاء من الدراسات التقنية والمصادقة على التصميم النهائي.

وفي إطار تنظيم التنقل داخل المدينة، أعلن السيد الرئيس عن مشروع طريق مدارية كبرى ستحيط بمدينة بوزنيقة، وتربطها مباشرة بالشراط، بهدف تحويل مسار الشاحنات الثقيلة خارج المدار الحضري، وتخفيف الضغط على الشوارع الداخلية، وتحسين السلامة الطرقية وجودة الحياة داخل المدينة.

ورغم هذا الزخم التنموي، لم يُخفِ رئيس الجماعة قلقه من استمرار الإشكالات المرتبطة بملف تدبير النفايات، معتبرًا أن المنظومة الحالية القائمة على التدبير المفوض أثبتت محدوديتها، خاصة في ظل ضعف التأطير القانوني وقلة الموارد البشرية واللوجستيكية. وأوضح أن الجماعة بصدد إعداد صفقة جديدة للتدبير تمتد لسبع سنوات، لكنها تظل، حسب قوله، رهن إحداث بنية إقليمية أو جهوية مهيكلة قادرة على مواكبة التحديات المتزايدة لهذا القطاع الحيوي.

وفي ختام تصريحه، أكد السيد طارق الخياري أن مدينة بوزنيقة بصدد دخول مرحلة مفصلية في مسارها التنموي، مستحضراً في ذلك التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لا سيما في سياق الاستعدادات الوطنية لاحتضان تظاهرات دولية كبرى تتطلب مدنًا مغربية قوية، مرنة، وذات جاذبية عمرانية واقتصادية.

وأوضح أن ما تحقق وما هو قادم، لا يُمكن أن يتم إلا بتظافر جهود كل المتدخلين، من سلطات إقليمية وجهوية، ومجتمع مدني، وطاقات محلية، مع التزام المجلس الجماعي بنهج الحكامة الجيدة وتدبير الشأن المحلي بروح المسؤولية والاستباق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!