أخبارحقوق الإنساندولي

رسالة مسربة من زنزانة القمع: الصحفي الجزائري صنصال يكشف قسوة السجن ويدعو إلى صمود الشعب وحرية الكلمة

صرخة ضد نظام القهر في الجزائر ودعوة للمجتمع الدولي للتمسك بحقوق الإنسان بعيدًا عن المصالح السياسية والاقتصادية

سردت وسائل الإعلام الدولية في صبيحة يوم الأربعاء 13 أغسطس 2025 رسالة مسربة للكاتب والصحفي الجزائري بوعلام صنصال من سجنه في الحراش، حيث كشفت الرسالة الصادمة عن قسوة ظروف احتجازه وألم معاناة القمع والاستبداد الذي يمارسه النظام الجزائري ضد الصحفيين والنشطاء. رسالة صنصال التي تمكن من تسريبها رغم القيود الأمنية المشددة، تبرز زنزانته الضيقة التي يكاد الهواء لا يدخلها ولا يصلها النور، لتؤكد أن السجن أصبح أداة اعتيادية للسيطرة على أصوات المعارضة، ليس فقط باعتباره مكانًا للمجرمين، بل كوسيلة لتخويف وإسكات كل من يجرؤ على رفع صوته.
وفي رسالته التي تناولتها أبرز المنصات الإعلامية الدولية، قال صنصال: “أصدقائي، إذا وصلتكم هذه الرسالة، فهذا يعني أنه رغم الجدران والأقفال والخوف، ما زالت هناك ثغرات يمكن للحقيقة أن تتسلل منها”. كما وصف زنزانته التي تندر فيها الأكسجين، محذراً من أن النظام لا يمثل دولة بل آلة لسحق الحياة الإنسانية.
لم تقتصر الرسالة على وصف المعاناة فحسب، بل حملت توجيهًا لنداء إلى فرنسا، وطنه الثاني وملاذه الفكري، بأن تفي بمبادئ حقوق الإنسان التي تدعي الدفاع عنها، وأن لا تفرط في القيم على مذبح المصالح الاقتصادية أو التحالفات السياسية المؤقتة.
وخاطب صنصال في رسالته كذلك مواطنيه قائلاً: “اصمدوا، إن الخوف سجن أوسع من سجني الحالي، وهو أصعب كسراً. لكنني أعلم أن يوماً ما سيسقط الجدار، فالدكتاتوريون يسقطون دائماً في النهاية”. تؤكد هذه الكلمات على تمسكه بالكتابة كحرية لا يمكن مصادرتها حتى وإن بقيت أوراقه مخبأة تحت فراش السجن.
الرسالة المسربة التي تتزامن مع صدور حكم قضائي بسجنه خمس سنوات بتهم سياسية شديدة، انعكست كصرخة مدوية ضد القمع الذي يطال الحريات وحرية التعبير في الجزائر، ودعوة صريحة للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه حقوق الإنسان وعدم الاكتفاء بالمصالح السياسية والاقتصادية العابرة.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!