أخبار

رسالة مفتوحة إلى المسؤولين في جماعة الݣارة وإلى مجلس جهة الدار البيضاء-سطات وعمالة إقليم برشيد

حكيم سعودي

من مواطن يتنفس الحياة… ويحلم بمدينة تستحق الحياة.

إلى من يهمه الأمر
إلى كل من تولّى مسؤولية تدبير الشأن العام سواء عن طريق صناديق الاقتراع أو بالتعيين
أكتب هذه الكلمات لا من باب اللوم المجاني ولا بحثًا عن شهرة عابرة بل من قلب موجوع يرى مدينته تذبل يومًا بعد يوم… ويرى اللامبالاة وقد تحولت إلى قاعدة والصمت إلى شريك في الجريمة.

الگارة تحتضر.

مدينة بحجم الگارة، بتاريخها وأصالتها وناسها البسطاء تستحق أكثر من هذا الواقع الباهت.كيف يُعقل أننا في سنة 2025 ولا زلنا نتحدث عن غابة مهملة ومسبح بلدي مفقود وفضاءات ترفيهية غائبة ومكتبة عمومية في عداد الأحلام؟
كيف يُعقل أن تلميذاتنا وطلبتنا خصوصًا القادمات من جامعة سطات أو برشيد يُحاصرن في منازلهن خلال عطلة نهاية الأسبوع، فقط لأن لا مكان يراجعن فيه أو يهربن إليه من ضغط الجدران؟

هل هذه هي كرامة الإنسان التي يتحدث عنها الدستور؟

إن غابة الگارة التي كانت في الماضي مقصدًا لصيادين من داخل المغرب وخارجه، صارت اليوم مهملة، موحشة بلا بنية، بلا مرافق، بلا طاولات أو ممرات أو أماكن لعب.
مساحاتٌ خضراء كان يمكن أن تكون متنفسًا للناس صارت شاهدة على فشل البرامج التنموية أو غيابها أصلًا.
وفي قلب المدينة لا نجد لا مكتبة ولا نادٍ للمراجعة ولا حتى مقهى محترم يؤمن بوجود العنصر النسوي كفاعل اجتماعي.الشباب سواء كانوا تلاميذ أو عاطلين صاروا يتجولون بلا هدف يبحثون عن مكان يحتضنهم فلا يجدونه… فيتجه البعض نحو الإدمان وآخرون نحو الانفجار.
بل الأدهى… أن شوارع الگارة صارت تعجّ ببعض المجانين والمتسولين.لا نتحدث هنا عن العطف فقط بل عن أرواح ضائعة قد تتحول إلى خطر حقيقي خاصة أولئك الذين يتجولون بأسلحة بيضاء أو يتصرفون بعنف تجاه المارة.
هؤلاء في مدن أخرى يُنقلون إلى دور للعجزة أو مراكز الرعاية النفسية…أما عندنا فيُتركون في الشارع كأننا في غابة لا في بلد له دستور ومؤسسات.فهل أنتم فعلاً تدبرون شأن مدينة؟ أم تحرسون أطلالها؟
نحن لا نطلب المستحيل.
بل نطلب فقط الحد الأدنى من الكرامة، من الحياة، من الأمل.

نطلب منكم:

إحداث مسبح بلدي محترم.

هيكلة غابة الگارة وتهيئتها كمجال ترفيهي للأسَر.

إنشاء مكتبة عمومية ونوادٍ للمراجعة.

إصلاح مسبحي “حديقة القايد” وتحويلها إلى فضاء عصري.

إحداث ملاعب قرب ومرافق رياضية تُشجع الشباب على الحياة.

القيام بحملات لإيواء المشردين والمختلين عقليًا بالتعاون مع الجهة و مجلس العمالة و الدولة و كل شيء ممكن و لا شيئ مستحيل .

ختامًا…

نحن لا نكتب لنُزايد ولا ننتقد من أجل النقد.لكننا أبناء هذه المدينة نعيش ألمها ونحلم لها بما تستحقه.
وإن لم يكن في قلوبكم مكان لهذا الوجع فافسحوا المجال لغيركم.

حررها: حكيم السعودي
مواطن من الگارة…
يحمل قلبًا لا يسعه الصمت.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!