سيدي سليمان – إقليم يخطو بثبات نحو تجويد الخدمات الصحية
اجتماع تنسيقي برئاسة السيد العامل يضع اللبنات الأولى لمعالجة الاختلالات وتفعيل المشاريع الهيكلية المتعثرة

أيوب عوة
في خطوة تعكس التحول العميق الذي يعيشه قطاع الصحة بإقليم سيدي سليمان، ترأس السيد إدريس روبيو، عامل الإقليم، يوم الأربعاء 01 أكتوبر 2025 بمقر العمالة، اجتماعا تنسيقيا موسعا خصص لتقييم الوضع الصحي وتعزيز قدراته البشرية واللوجستيكية.
ويأتي هذا اللقاء في إطار تفعيل الاتفاقية المشتركة الموقعة بين عمالة الإقليم ومجلس الجهة والجماعات الترابية والمندوبية الإقليمية للصحة والجمعية الإقليمية لدعم القطاع الصحي والاجتماعي المؤشر عليها من مصالح وزارة الداخلية والرامية إلى سد الخصاص في الموارد البشرية الطبية.
واعتبر السيد العامل أن هذا الاجتماع ليس مجرد محطة إدارية عابرة، بل هو “اللبنة الأولى في مسار إصلاحي واعد، قائم على رؤية استباقية وتشاركية تجعل المواطن في صلب الأولويات”، مؤكدا أن التحدي الأكبر اليوم يكمن في معالجة النقص الحاد في الأطر الطبية وشبه الطبية، باعتباره العائق الأساسي أمام تجويد الخدمات وضمان حق الساكنة في العلاج الكريم.
وخلال هذا اللقاء، أعطى السيد العامل تعليمات واضحة لكل من مندوب الصحة ورئيس الجمعية الإقليمية لدعم القطاع الصحي من أجل الشروع الفوري في تنفيذ مضامين الاتفاقية، وتمكين المراكز الصحية بالإقليم من الموارد البشرية الصحية الضرورية وتعيينها ابتداء من الأسبوع المقبل، مع التشديد على إرساء آليات دقيقة للتتبع والمراقبة لضمان نجاعة التنفيذ.
ولم يقتصر الاجتماع على مناقشة الجانب البشري فقط، بل شكل مناسبة للوقوف على المشاريع الهيكلية الكبرى التي يعرفها القطاع الصحي بالإقليم، وعلى رأسها المستشفى المحلي بسيدي يحيى الغرب، الذي ظل متعثرا منذ سنة 2018، قبل أن يبعث من جديد بفضل المواكبة المباشرة للسلطة الإقليمية والتسريع من وتيرة أشغاله.
أما المشروع الأبرز، فهو المستشفى الإقليمي الجديد بمدينة سيدي سليمان، الذي يعتبره المتتبعون نقطة تحول تاريخية في العرض الصحي بالمنطقة، حيث بلغ مرحلة متقدمة من الدراسات التقنية، مع توقع الإعلان عن صفقة البناء مطلع شهر نونبر المقبل، لينتهي بذلك مسلسل طويل من التعثر الذي أثقل كاهل الساكنة لسنوات.
إن ما شهده هذا الاجتماع يؤشر بوضوح على أن إقليم سيدي سليمان يدخل مرحلة جديدة عنوانها الإرادة والصرامة والنجاعة، في أفق بناء منظومة صحية متوازنة، قادرة على الاستجابة لحاجيات المواطنين وتقريب الخدمات منهم، بعيداً عن عناء التنقل إلى المدن المجاورة.
إنها لحظة فارقة في مسار الإصلاح الصحي بالإقليم، تؤسس لواقع جديد قوامه الكرامة الصحية والعدالة الترابية