أخبارإقتصادجهاتحوادث

صورة و تعليق

المصطفى العسال :
هذه الصورة التقطتها أحد المواطنين ليلا للشارع الرئيسي بالمدينة ،صورة تلخص عدة ظواهر بمدينة بن سليمان ،إذ تعطي مثالا صارخا على احتلال الملك العمومي و كيفية تدبير الشأن المحلي و قفز بعض المواطنين على القوانين،
في الصورة تظهر دراجة نارية مركونة فوق الرصيف ،و مزهرية ضخمة و قاعدة مظلة شمسية يستعملها صاحب المقهى نهارا بتهيئة طاولة و كراسي تحتها لاضافة فضاء يستوعب زبناء أكثر،مما يجعل مرور الراجلين أمرا مستحيلا و بالتالي يجبرون على المشي جنبا الى جنب مع السيارات و الدراجات النارية الشيء الذي قد يؤدي لا قدر الله لحوادث.
بالإضافة إلى التجليات الصارخة لإحتلال الملك العمومي ،تنتصب لافتة إشهارية فوق عمود في ملكية الجماعة كان مخصصا لوضع علامة ممنوع الوقوف ،اختفت العلامة و بقي العمود منتصبا بلا جدوى إذ بعد صباغة الرصيف بالأحمر و الأبيض كان ينبغي إزالته .و تكتمل الصورة و يكتمل المشهد باستغلال موثقة للعمود و نصب لافتة إشهارية لمكتبها عليه خارج الضوابط و القوانين المنظمة لنصب اللافتات و اللوحات الاشهارية في الأماكن العامة ,و ما يبعث على الأسف أن الموثقة تنتمي لفئة على إلمام بالقوانين و على إطلاع دائم بكل مستجداتها بحكم طبيعة عملها. مما يعطينا صورة و نبذة عن كيفية تعامل النخبة و النافذين مع القوانين إذ عوض إعطاء القدوة و المثل في الامتثال لها يكونون أول من يقفز عليها، فاذا كانت معاملتهم هكذا مع القانون فلا عجب أن كانت العامة من المواطنين تخرق القوانين عن علم أو عن جهل.
استغلال و إحتلال الأملاك العمومية أصبحت ثقافة و بات من الصعب القضاء عليها و عوض أن يكون إعمال القانون قاعدة أصبح هو الاستثناء ، و كيف ننتظر من سلطات لم تتحرك لتحرير مساحات شاسعة و حدائق محتلة أن تتحرك لتحرير مترين مربعين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!