ظاهرة القيادة المتهورة للدراجات النارية في بنسليمان تهدد السلامة وتعكس تحديات مجتمعية عميقة
توافد الشباب من الدواوير المجاورة بكثافة والتجاهل المستمر لقوانين السير يحتم فرض إجراءات صارمة لمواجهة الخطر المتزايد

في ظل تصاعد حوادث الطرق التي باتت تهدد السلامة العامة، تبرز ظاهرة مقلقة تكمن في سلوك بعض سائقي الدراجات النارية الذين يتعاملون مع قوانين السير بازدراء تام، ما يعكس غياب الوعي والمسؤولية بشكل صارخ. وتشير الحملة الأمنية الأخيرة إلى أن الفئة الأكثر تورطًا في هذه السلوكيات المتهورة هم في الغالب من الشباب واليافعين والقاصرين، وغالبًا ما يكون بعضهم في حالات غير طبيعية، مما يزيد من حجم الخطر الذي يحيط بهم وبالآخرين على حد سواء.
وبالنسبة لمدينة بنسليمان، يلاحظ الكم الهائل من الدراجات النارية التي تغزو الشوارع، خاصة في النهار، حيث يتوافد عليها شباب في مقتبل العمر من كل الدواوير المتاخمة للمدينة والجماعات المجاورة وحتى البعيدة، وهذا التوافد الكثيف يزيد من تعقيد الوضع ويضع الجمهور العام أمام تحديات يومية تتعلق بالأمن والسلامة على الطرقات.
هذا الوضع لا يقتصر فقط على المسائل التقنية والقانونية، بل يتعداها إلى أبعاد اجتماعية وثقافية تستوجب وقفة تأمل وحوارًا جادًا. فالكثير من أصحاب السيارات يتعرضون لمواجهات متكررة مع هذه الفئة، حتى ولو كانوا ملتزمين بالقانون، الأمر الذي يعرض الجميع لمخاطر حقيقية ويبرز حالة من التوتر واليأس على الطرقات التي يفترض أن تكون بؤرة للأمان والتنقل السلس.
ومن هنا يتضح أن المسألة تتعلق بأكثر من مجرد مخالفة قانونية، فهي انعكاس لثقافة قيادة لا تحترم المبادئ الأساسية التي تكفل سلامة الجميع وحرمة الحياة. كما أن استمرار هذا الوضع دون مراجعة جذرية يشكل تهديدًا حقيقيًا لمجتمعاتنا، لأن الحرية الشخصية التي لا تراعي حقوق الآخرين ولا تحترم القانون هي حرية زائفة لا تستحق الدفاع عنها.
👈🏼لذا، نوجه نداءنا الحار إلى جميع مستخدمي الطرق، وخاصة الشباب واليافعين والقصر، الذين كثيرًا ما يندفعون دون وعي كامل، وفي حالات لا يصحون فيها، لتحمل مسؤولياتهم بشكل جاد وقيادة الدراجة النارية بحذر ووعي تامين.
فالحرية الحقيقية تبدأ وتنتهي لاحترام حرية وسلامة الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، نحن بحاجة إلى تشديد العقوبات وتفعيل القوانين بصورة صارمة بحق المخالفين، حتى لا تصبح الطرق ساحات للفوضى والعبث بالمصير البشري.
وختامًا، يبقى الأمل معقودًا على تحلي الجميع بروح المواطنة الحقة التي تحترم القانون وتحمي أرواح الناس وتنقذ مدننا من مخاطر الإهمال والتسرع. فالقيادة الواعية والمسؤولة ليست مجرد واجب قانوني، بل هي تعبير عن ثقافة حضارية ورجولة حقيقية تستحق أن تكون عنوانًا لمجتمعاتنا بكل فخر واعتزاز.
إذا رغبت يمكنني مساعدتك أيضًا في تنسيق النص لجهة معينة أو إضافة توقيع رسمي.