
في ظل التطور المتسارع الذي تشهده السينما المغربية، يبرز اسم المخرج عبد الإله زيراط كأحد الأصوات الفنية الجريئة والمبتكرة التي تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد السينمائي الوطني. عبر تجربته الغنية والمتنوعة، يقدم زيراط رؤية فنية تجمع بين العمق الاجتماعي والابتكار السينمائي، وهو ما يتجلى بوضوح في فيلمه المرتقب “المسخوط”، الذي يُنتظر عرضه الأول في 27 يونيو 2025.
👈🏼رحلة عبد الإله زيراط: من المسرح إلى السينما
بدأ عبد الإله زيراط مسيرته الفنية بعد حصوله على شهادة البكالوريا في الآداب العصرية، حيث التحق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط السوسيوثقافي، وتخصص في التنشيط الثقافي، متخرجاً أستاذاً في التعليم الفني. وبعد سنوات من العمل في المجال الثقافي، وجد ضالته في عالم السينما، فتابع دراسته في المعهد الأورو-متوسطي للتكوين السينمائي، حيث تخصص في الإخراج.
انطلقت مسيرته المهنية كمساعد مخرج في عدة أفلام مغربية وأجنبية، قبل أن ينتقل إلى الإخراج المباشر، حيث أخرج 11 فيلماً قصيراً محترفاً، حصدت معظمها جوائز وتنويهات في مهرجانات وطنية وأوروبية مرموقة. من أبرز أعماله: “باسم والدي” (2008)، “الأم” (2010)، “أخطاء متعمدة”، “خلاص” (2013)، و”الانتظار في ثلاثة مشاهد” (2015)، الذي مثل المغرب في مهرجان كان السينمائي. كما أبدع في مجال الأفلام الوثائقية التي تعكس اهتمامه بالواقع الاجتماعي والثقافي المغربي.
👈🏼”المسخوط”: تجربة سينمائية تمزج بين العبث والكوميديا الاجتماعية
يأتي فيلم “المسخوط” كخطوة نوعية في مسيرة زيراط، حيث يقدم تجربة سينمائية فريدة تمزج بين الدراما النفسية والكوميديا الرمزية والاجتماعية. تدور أحداث الفيلم حول علاقة معقدة بين أب وابنه في رحلة تحمل الكثير من المواقف العبثية والشخصيات الغريبة التي تكشف هشاشة العلاقات الإنسانية وتناقضات المجتمع المغربي.
يعتمد الفيلم أسلوب سردي يمزج بين الفكاهة الذكية والرسائل الاجتماعية العميقة، مع طرح قضايا الهوية والتقاليد والتمرّد الفردي، ما يجعله يتجاوز الكوميديا التقليدية السطحية، ويوفر مادة فكرية وترفيهية في آن واحد.
📌تأثير محتمل على المشهد السينمائي والجمهور
يُنظر إلى “المسخوط” كإضافة نوعية قد تغير نظرة الجمهور المغربي إلى الأفلام الكوميدية، من خلال تقديم كوميديا تحمل عمقاً اجتماعياً وتطرح قضايا مجتمعية بأسلوب فكاهي مبتكر. هذه الرؤية تفتح آفاقاً جديدة أمام السينما المغربية، وتدفع نحو تنويع المحتوى الفني وتوسيع قاعدة الجمهور.
👈🏼المنتج منير ݣرمود: دعم فني وإداري لنجاح الفيلم
يلعب المنتج منير ݣرمود دوراً أساسياً في إنجاح فيلم “المسخوط” من خلال توفير الدعم المالي والتنظيمي الضروريين لإنجاز هذا العمل السينمائي الطموح. منير ݣرمود هو منتج مغربي شاب ومعروف بخبرته في دعمه للمشاريع التي تحمل رؤية فنية جديدة ومبتكرة، وهو شريك رئيسي في شركة Medi 24 Prod التي تنتج الفيلم.
وبفضل خبرته وقدرته على إدارة الموارد، ساهم ݣرمود في تجاوز العديد من التحديات التي تواجه الإنتاج السينمائي في المغرب، مثل التمويل المحدود وصعوبات التوزيع، ما أتاح للمخرج عبد الإله زيراط الحرية الفنية اللازمة لتقديم فيلم يحمل رسائل اجتماعية عميقة ضمن قالب كوميدي مبتكر.
رغم مسيرته الناجحة، يواجه عبد الإله زيراط تحديات شائعة في السينما المغربية، مثل محدودية التمويل وصعوبة التوزيع، إضافة إلى ضرورة موازنة الطابع الفني مع قبول الجمهور. ومع ذلك، يواصل زيراط إصراره على تقديم أعمال ذات قيمة فنية واجتماعية، مستفيداً من خبرته الطويلة ورؤيته الواضحة.
يمثل عبد الإله زيراط نموذجاً للمخرج المغربي العصري الذي يجمع بين الموهبة، والخبرة، والرؤية الطموحة.
فيلمه “المسخوط” ليس مجرد عمل سينمائي، بل تجربة فنية تحمل في طياتها رسالة جديدة للكوميديا المغربية، تعكس واقع المجتمع وتعقيداته بأسلوب مبتكر وجذاب.
كما أن نجاح هذا الفيلم قد يشكل نقطة تحول في المشهد السينمائي الوطني، ويعزز مكانة السينما المغربية على المستويين الإقليمي والدولي، ليبقى زيراط ومنير ݣرمود من أبرز المبدعين الذين يكتبون فصولاً جديدة في تاريخ الفن السابع بالمغرب انطلاقا من إقليم بنسليمان.