أخبارجهاتمجتمع

عمالة إقليم بنسليمان تطلق مشاريع تنموية استراتيجية احتفاءً بالذكرى العشرين للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية

تدشين مراكز التكوين ودار الأمومة ودار الطالب لتعزيز البنية الاجتماعية وتحسين ظروف الفئات الهشة

في سياق الاحتفال بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، شهد إقليم بنسليمان، يوم الإثنين 19 ماي 2025، دينامية تنموية متميزة، تمثلت في تدشين وإعطاء انطلاقة مجموعة من المشاريع الاجتماعية والخدماتية ذات الأثر المباشر على الفئات الهشة والجيل الصاعد بالإقليم.
وفي هذا السياق ،أصدرت عمالة إقليم بنسليمان بلاغا توضيحاً حول هذه المشاريع التي تم تدشينها، مسلطاً الضوء على الأهداف الاستراتيجية التي ترمي إلى تعزيز البنيات التحتية الاجتماعية، وتحسين ظروف العيش للفئات الهشة، خاصة النساء والفتيات المعنيات بالتكوين المهني، والأمهات الحوامل، والطلبة، والأطفال في وضعية هشاشة.
البلاغ كشف عن إعادة بناء وتجهيز مركز التكوين والتأهيل بمنية البرشية بكلفة مالية تناهز 9.10 مليون درهم، وهو مشروع يهدف إلى تمكين النساء المنقطعات عن الدراسة من اكتساب مهارات في الحلاقة، التجميل، الخياطة وغيرها، ما يعزز اندماجهن في سوق الشغل ويحفز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية.
كما تم افتتاح دار الأمومة بجماعة مليةل، والتي تتوفر على طاقة استيعابية تصل إلى 90 سريراً، بتكلفة إجمالية تبلغ 10.1 مليون درهم، لتوفير رعاية صحية متكاملة للنساء الحوامل، مما يساهم في تقليص معدلات وفيات الأمهات والمواليد الجدد، وهو مؤشر حيوي على تحسين الخدمات الصحية في الإقليم.
وأشار البلاغ كذلك إلى تجهيز دار الطالب والطالبة ببنسليمان، حيث تم تحديث قاعات المطالعة، الوسائط المتعددة، والرياضة، فضلاً عن تجهيز مطبخ، بتكلفة 300 ألف درهم، في إطار دعم الجيل الصاعد وتحسين جودة الخدمات التعليمية.
من جهة أخرى، تم تدشين دار الأطفال بدبطاش، التي بنيت وجُهزت بكامل المعدات الضرورية، مع اقتناء سيارة إسعاف مجهزة، بكلفة مالية بلغت 9.1 مليون درهم، لتقديم خدمات وقائية مستدامة للأطفال في ظروف إنسانية كريمة.
تمثل هذه المشاريع نموذجاً ناجحاً للتنمية البشرية المستدامة، حيث تجمع بين البعد الاجتماعي والاقتصادي والصحي، وتعكس التزام السلطات المحلية والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني والشركاء الجمعويين بتفعيل برامج المبادرة الوطنية.
التركيز على تمكين النساء والفتيات من خلال التكوين المهني يعزز من فرص الإدماج الاقتصادي ويكسر دائرة الهشاشة، كما أن الاستثمار في البنية الصحية، خصوصاً دار الأمومة، يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الرعاية الصحية الأمومية والطفولة.
يبرز تجهيز دار الطالب والطالبة اهتماما خاصا بتوفير فضاءات تعليمية ملائمة، وهو عامل أساسي في تحسين التحصيل الدراسي والحد من الهدر المدرسي، بينما دار الأطفال بدبطاش تمثل رافعة حيوية للحماية الاجتماعية للأطفال في وضعية هشاشة.
يأتي هذا الحراك التنموي في وقت تتصاعد فيه مطالب المجتمع المدني بإقليم القنيطرة المجاور، حيث تعاني بعض المناطق من إكراهات في تدبير الأراضي السلالية والتضييق على العمل الجمعوي، مما يؤكد أهمية الاستمرار في دعم المبادرات التنموية التي تعزز من جودة الحياة وتحقق العدالة الاجتماعية.

إن بلاغ عمالة إقليم بنسليمان يعكس رؤية واضحة ومتكاملة للتنمية البشرية، ترتكز على تحسين البنية التحتية الاجتماعية، وتمكين الفئات الهشة، وتعزيز الخدمات الصحية والتعليمية، في إطار شراكة فاعلة بين السلطات المحلية والمجتمع المدني. هذه المشاريع تشكل لبنة أساسية في بناء مستقبل أفضل للأجيال الصاعدة، وتؤكد على الدور المحوري للمبادرة الوطنية في تحقيق التنمية المستدامة على المستوى الجهوي والمحلي.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!