
يعيش المغرب، غدا الأربعاء 30 يوليوز 2025 ،أجواء استثنائية تتجدد معها مشاعر الفخر والانتماء الوطني حيث يعتبر هذا اليوم أكثر من مجرد ذكرى لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه، بل يتحول إلى مناسبة وطنية للاحتفاء بأواصر المحبة العميقة والتلاحم التاريخي بين العرش والشعب ويأتي هذا الاحتفال السنوي حاملا دلالات قوية على وحدة الأمة واستمرارية مؤسساتها في ظل قيادة رشيدة تستند إلى الإرث التاريخي والديني للملكية المغربية
لقد شهد المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، منذ توليه العرش في 1999، دينامية إصلاحية شاملة شملت جميع القطاعات الحيوية وقفزات ملموسة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث أطلقت مشاريع مهيكلة مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعميم التغطية الاجتماعية، ومراجعة مدونة الأسرة، ورقمنة الخدمات العمومية، وإصلاح قطاع التعليم، في إطار رؤية تحديثية تتطلع إلى جعل مغرب اليوم دولة صاعدة متقدمة في كافة الأصعدة
ولعل من أبرز مميزات حقبة الملك محمد السادس تحرير الاحتفالات الرسمية من القيود والبروتوكولات القديمة، إذ تم تبسيط الطقوس والمظاهر المرتبطة بعيد العرش وتخصيصها لإبراز دلالات تجديد العهد، والانفتاح على كافة مكونات المجتمع المغربي، بما يعكس صورته كملك قريب من الشعب ومتحرر ، كما أصبح خطاب العرش مناسبة سنوية ينتظرها المغاربة لاستشراف التوجهات الجديدة وتقييم حصيلة سياسة الدولة، حيث يؤكد جلالة الملك باستمرار على أهمية إصلاح المؤسسات، وتدعيم مكانة المغرب دوليا، وترسيخ وحدة أراضيه في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية
ويعتبر جلالته محوراً جوهرياً في قيادة جهود التنمية الاجتماعية في المغرب تحت إمامته، حيث لم تتوقف تلك الجهود لتمكين الفئات الهشة وضمان حصولها على خدمات الصحة والتعليم والسكن، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال بهدف خلق فرص الشغل وتعزيز كرامة المواطن المغربي.، إذ لم تتوقف الجهود من أجل تمكين الفئات الهشة وضمان تمتعها بخدمات الصحة والتعليم والسكن فضلا عن تحفيز الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال، بهدف خلق فرص الشغل وتعزيز كرامة المواطن المغربي وهو ما يدل عليه ارتفاع مستوى الحياة وانتعاش الاقتصاد، إلى جانب حفاظ البلاد على استقرارها السياسي والاجتماعي وسط محيط إقليمي بالغ الصعوبة
وعلى المستوى الخارجي واصلت الدبلوماسية المغربية في عهد محمد السادس إلى تعزيز المكانة السياسية والاقتصادية للبلاد، حيث أدى توجهه الحاسم في الدفاع عن السيادة الوطنية، لا سيما ملف الصحراء المغربية، إلى حصد دعم دولي واسع لمبادرة الحكم الذاتي، وإلى بناء شراكات استراتيجية مع قوى دولية كبرى في إفريقيا وأوروبا والعالم العربي وهذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا التحام الشعب المغربي حول قيادته في لحظات الحسم والثبات
وفي النهاية، يمثل عيد العرش في زمن محمد السادس لحظة للاحتفاء بالاستقرار والوحدة وقيم المواطنة الإيجابية، وهو أيضا دعوة مفتوحة لمواصلة البناء والإصلاح والتمسك بالأمل والثقة في المستقبل، استلهاما لإرادة ملك يسعى بلا هوادة إلى الارتقاء بالمغرب ليحتل مكانة مرموقة بين الأمم.