عين الشق: بطولة الفئات العمرية لكرة اليد بجهة الدار البيضاء سطات
حكيم السعودي
تشهد كرة اليد في جهة الدار البيضاء سطات ديناميكية ملحوظة من خلال تنظيم الدورة الثانية من بطولة الفئات العمرية والتي تأتي تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد. هذه البطولة تمثل فرصة ثمينة لاكتشاف المواهب الصاعدة وصقل مهارات اللاعبين الناشئين، مما يعزز مستقبل هذه الرياضة على الصعيد الوطني.المنافسة التي تحتضنها القاعة المتعددة الرياضات بعين الشق تجمع بين أندية تمثل مختلف مناطق الجهة مما يضفي على البطولة طابع التنوع والتكافؤو الفرق المشاركة التي تشمل نادي الانتصار عين الشق، الاتحاد البيضاوي، نادي الساحل البير الجديد، نادي اتحاد السلام، جمعية منتدى برشيد، ونادي الاتحاد الرياضي النواصر، تقدم أداءً تنافسيًا عالي المستوى يعكس جودة التكوين والاهتمام بالفئات السنية الصغرى.
إطلاق اسم رضوان نحيز على هذه الدورة يحمل دلالة رمزية عميقة إذ يمثل تكريمًا لشخصية رياضية ساهمت في تطوير كرة اليد. هذا التقليد يعكس روح الاعتراف والعرفان التي تسعى الرياضة إلى ترسيخها حيث يصبح التقدير جزءًا من ثقافة المنافسة. في هذا السياق، تم توزيع هدايا العرفان خلال الحفل الختامي على بعض الفعاليات الرياضية التي كان لها دور في دعم كرة اليد بالجهة.وتحتضن هذه البطولة أجواءً تنافسية تعكس مدى شغف اللاعبين بهذه الرياضة لكنها في الوقت ذاته تشكل مساحة لصقل القيم الرياضية النبيلة مثل الروح الجماعية والانضباط والاحترام. كما أن حضور شخصيات رياضية بارزة من بينها الكاتب العام للعصبة ورئيس الجامعة الملكية لكرة اليد، يعكس الاهتمام الرسمي بتطوير هذه الفئات.على الرغم من هذه الجهود تظل هناك تحديات تواجه كرة اليد على مستوى الفئات العمرية أبرزها ضرورة توفير مزيد من البنيات التحتية الملائمة وتوسيع قاعدة الممارسة من خلال تعزيز الدعم المادي واللوجستيكي للأندية وتشجيع الفئات الناشئة على الاستمرار في الممارسة عبر برامج تكوينية منتظمة. إن مستقبل كرة اليد المغربية يعتمد بشكل كبير على مثل هذه المبادرات التي تربط بين التنافس الرياضي والتكوين القاعدي، لضمان بروز أجيال قادرة على تحقيق الإشعاع الوطني والدولي.
تبرزفي ظل هذه الديناميكية
أهمية الدور الذي تلعبه الجمعيات والأندية في صقل المواهب الناشئة حيث بات من الضروري تعزيز الاستثمارات في الفئات الصغرى باعتبارها القاعدة الأساسية التي تُبنى عليها المنتخبات الوطنية مستقبلاً. فالبطولات المحلية مثل هذه الدورة التي تنظمها عصبة جهة الدار البيضاء سطات تساهم بشكل مباشر في خلق أجواء تنافسية تساعد اللاعبين على تطوير قدراتهم الفنية والبدنية، كما تمنحهم فرصة للاحتكاك والاستفادة من خبرات المدربين والممارسين المخضرمين في هذه الرياضة. إضافة إلى الجانب الرياضي تكتسي مثل هذه التظاهرات بُعدًا اجتماعياً مهماً حيث تجمع بين اللاعبين وأسرهم والمدربين والمسؤولين الرياضيين وفعاليات المجتمع المدني مما يعزز الروابط بين مختلف الفاعلين في الحقل الرياضي كما أن تنظيم هذه البطولة في القاعة المتعددة الرياضات بعين الشق يعكس رغبة في الانفتاح على الأحياء والمناطق المختلفة وتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية داخل الجهة.لكن رغم كل هذه الجهود تبقى هناك تحديات يجب مواجهتها لضمان استمرار تطور كرة اليد على المستوى الجهوي والوطني، فغياب التمويل الكافي لبعض الأندية وضعف التغطية الإعلامية مقارنةً برياضات أخرى إضافة إلى الحاجة إلى تكوين مدربين متخصصين للفئات العمرية الصغرى،َ كلها عوامل تستدعي اهتمامًا أكبر من الجهات المسؤولة كما أن تحسين البنية التحتية وتوفير فضاءات رياضية مجهزة بمعايير حديثة سيشكلان دفعة قوية لهذه الرياضة.
إن نجاح هذه الدورة الثانية من البطولة يعكس الرغبة الجماعية في النهوض بكرة اليد وإعطاء الأجيال الصاعدة فرصة لإثبات مواهبها و استمرار تنظيم مثل هذه البطولات مع مواكبتها ببرامج تطويرية حقيقية سيجعل من كرة اليد رياضة ذات إشعاع أكبر ليس فقط على مستوى جهة الدار البيضاء سطات بل على مستوى المغرب ككل. فهل ستكون هناك استراتيجيات مستقبلية لدعم هذه الفئات العمرية بشكل أوسع أم ستظل هذه المبادرات محصورة في جهود الأندية والعصب الجهوية؟