فضيحة اغتصاب جماعي لطفل بموسم مولاي عبد الله تهز المغرب وتعيد ملف العقوبات للواجهة
انتهاك صارخ في حدث جماهيري كبير يثير غضب المجتمع ومطالب بتشديد العقوبات وتعزيز الحماية القانونية للأطفال

في خضم موسم مولاي عبد الله الذي يستقطب آلاف الزوار سنوياً، تجلت مأساة اجتماعية مروعة هزت الرأي العام المغربي وتسببت في موجة استياء واسعة، مع انتشار أخبار فضيحة اغتصاب جماعي لطفل قاصر في إحدى فعاليات الموسم. الحادثة المفزعة أظهرت أوجه القصور في منظومة الحماية والأمن، ودفعت لمطالبة صريحة بإعادة النظر في القوانين وتفعيل العدالة بشكل أكثر حزمًا وصرامة.
الطفل، الذي يبلغ من العمر 13 سنة وهو يتيم الأب وتعول عليه والدته من ذوي الاحتياجات الخاصة، تعرض لاعتداء جنسي جماعي على أيدي مجموعة من الأشخاص يُعتقد أنهم من مناطق اليوسفية وسيدي بنور وسيدي أحمد. تم نقل الطفل بعد الحادثة إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية والنفسية، وأثبتت الفحوصات تعرضه للاغتصاب، مما أعاد إلى الواجهة قضايا العنف ضد الأطفال ومدى حماية الفئات الضعيفة في المناسبات الكبرى.
تبنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان القضية، وقدمت بلاغاً للسلطات المختصة مطالبة بالتحقيق العاجل وتقديم المعتدين إلى العدالة. إلا أن التراخي في توقيف المشتبه فيهم أضاف إلى غضب المجتمع الذي يرى أن يجب تشديد العقوبات وتفعيل النظام القضائي بما يعيد الردع والاحتراز.
هذه الحادثة أثارت أيضاً نقاشاً واسعاً حول ضرورة إعادة النظر في سياسة العقوبات بشكل عام، مع دعوات صارمة لاسترجاع حكومات أعمال الشاقة وفرض عقوبات ردعية تجعل الحبس ذا قيمة وجدوى، خاصة في ظل الشعور بأن القوانين الحالية لا تردع الجريمة بما فيه الكفاية.
في السياق ذاته، تشير التطورات إلى توجهات قضائية إصلاحية تسعى لتحقيق توازن بين العقاب والإصلاح، حيث تضع المنظومة القانونية المغربية الإصلاح وإعادة التأهيل على رأس الأولويات، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات كبيرة في ضمان حماية المجتمع ومكافحة الجريمة بفاعلية.
وتمثل فضيحة اغتصاب الطفل بموسم مولاي عبد الله إنذاراً صارخاً بأهمية تعزيز إجراءات الحماية، خصوصاً في الفعاليات التي تجمع أعدادًا كبيرة من الناس، وتتطلب تضافر الجهود بين السلطات الأمنية، القضائية، والمجتمع المدني لتفادي تكرار مثل هذه المآسي وضمان بيئة آمنة للجميع، خصوصاً للأطفال والمسنين والذين يعانون من هشاشة اجتماعية.
هذه الحادثة المؤلمة تفتح الباب أمام حوار مجتمعي جاد حول ضرورة ردع الجريمة بعقوبات صارمة، وإعادة تقييم منظومة العدالة الجنائية في المغرب بما يضمن الأمن والعدالة والإنسانية في آن واحد.