
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شائعات كثيرة حول ليلة كارثية بمدينة أكادير حيث كان من المفترض أن تُقام سهرة فنية في مسرح الهواء الطلق بوسط المدينة إلا أن هذه التوقعات تبخرت سريعًا على أرض الواقع مع بدء تجمع الجمهور وانتظارهم لأكثر من ساعتين دون أي ظهور للمنظم أو بدء الحفل، فقد دفع الحاضرون أموالهم لاقتناء التذاكر التي تراوحت أسعارها بين 200 و300 درهم بكل أمل للاستمتاع بأمسية فنية من تقديم مغنيتي الفن الشعبي زهيرة الرباطية وأميمة باعزية لكنهم فوجئوا بغياب المنظم تمامًا وعدم وجود تحضيرات أو تفسير رسمي لهذا التأخير والتأجيل الغامض
مصادر محلية تحدثت عن أن المنظم استلم المدفوعات المالية من مبيعات التذاكر والتي تقدرت بملايين السنتيمات قبل وقت قصير من موعد بدء الحفل ثم أقدم على الاختفاء فجأة في اتجاه المطار، تاركًا وراءه جمهورًا محتارًا فاجأته الفوضى ويتساءل عن مصير أمواله وفنانين لم يتوقعوا تهاونًا في التنظيم على هذا النحو في ظل غياب أي إعلان رسمي عن إلغاء الحفل أو اعتذار من القائمين عليه
وفي كواليس الحفل، جاء تدخل الفنانة أميمة باعزية عندما كانت تستعد للصعود على خشبة المسرح، حيث تفاجأت بأصوات الفوضى والصراخ من الكواليس والجمهور، لتكتشف أن الحفل ألغي بسبب اختفاء المنظم الذي استولى على مداخيل التذاكر وغادر إلى المطار، تاركًا الجميع في حالة من الارتباك والغضب. حاولت باعزية التواصل مع بعض الحضور لشرح الموقف، لكن محاولتها قوبلت بهجوم واتهامات بالتواطؤ مع المنظم، مما أدى إلى مشادات كلامية تدخل الأمن لتهدئتها ومنع تفاقم الأزمة .
ووصفت الفنانة الوضع بـ”المرعب” وأكدت أن تدخل الأمن حال دون أن تتحول الأمور إلى كارثة.
وقد بادر الأمن بالقبض على المنظم وفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الاختفاء والتأكد من مدى تورطه في الاحتيال على الجمهور، وسط تأكيدات بأن هذه الواقعة تمثل إساءة لصورة مدينة أكادير التي تستقبل الفعاليات الفنية والسياحية، بالإضافة إلى أنها تضر بالمشهد الثقافي والفني المغربي عامة، حيث ينتظر المتابعون أن تتخذ الجهات المختصة إجراءات صارمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث التي تفتقد للجدية والمسؤولية تجاه الجماهير والفنانين على حد سواء ولم تعد هذه الحادثة مجرد خيبة أمل عابرة بل تحولت إلى درس يلزم الجميع للالتزام والشفافية في إدارة الفعاليات الفنية للمستقبل.