أخبارحوادثمجتمع

في مواجهة صناع التفاهة : الموازنة بين حرية التعبير وضرورة الحفاظ على القيم الثقافية والاجتماعية.

تتزايد الدعوات في المغرب لوقف ما يُعتبر "مهزلة روتيني يومي"، حيث يعبر العديد من المثقفين والمواطنين عن استيائهم من المحتوى الذي يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يرونه تافهاً وغير لائق.

هذه الظاهرة أثارت جدلاً واسعاً، حيث يعتقد الكثيرون أن بعض القنوات والمحتوى الرقمي يسيء إلى صورة المغرب ويقلل من قيمة المغاربة في أعين العالم.
الأسباب وراء الدعوات
– تدهور المحتوى: يشير النقاد إلى أن العديد من القنوات تقدم محتوى رديئاً يفتقر إلى القيم والأخلاق، مما يساهم في نشر التفاهة ويعزز من انعدام الوعي الثقافي.
– الرقابة المطلوبة: هناك مطالبة بضرورة تدخل السلطات لوضع حد لهذه الظاهرة، حيث يرى البعض أن الرقابة على المحتوى أصبحت ضرورية لحماية القيم الاجتماعية والثقافية.
– التأثير السلبي على المجتمع: يخشى الكثيرون من أن هذا النوع من المحتوى يؤثر سلباً على الشباب والمجتمع بشكل عام، وقد يؤدي إلى تراجع القيم الأخلاقية.
ردود الفعل من المثقفين
ودعا عدد من المثقفين والناشطين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل السلطات المغربية.
وقد تم تداول خبر عريضة إطلقها نشطاء مغاربة تدعو إلى “وقف زحف التفاهة” التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في محتوى “روتيني اليومي”.
العريضة تطالب بالتدخل العاجل للحد من هذه الظواهر التي تسيء إلى صورة المغرب وتعكس سلوكيات غير مقبولة.
وقد حظيت العريضة بدعم من فعاليات مجتمعية وسياسية، حيث تم التأكيد على ضرورة ضبط محتوى هذه الفيديوهات. كما أشار البعض إلى أهمية تعزيز التعليم والثقافة كوسيلة لمواجهة هذه الظواهر.
التحديات أمام السلطات
وبينما تتزايد الأصوات المطالبة بالتغيير، تواجه السلطات المغربية تحديات كبيرة في كيفية التعامل مع هذه القضية ،إذ يجب الموازنة بين حرية التعبير وضرورة الحفاظ على القيم الثقافية والاجتماعية.
وقد بدأت ،بالفعل،حملة اعتقالات شنتها السلطات المغربية ،تستهدف أصحاب قنوات “روتيني اليومي” الذين يقدمون محتوى يعتبر غير لائق أو مسيء للسمعة الوطنية، وآخرها وضع اليوتيبوز الشهيرة عائشة الصريدي، والمعروفة بلقب “هيام ستار” يوم الثلاثاء الماضي تحت أنظار الحراسة النظرية بعد أيام قليلة من توقيف رضا البوزيدي، المعروف بلقب “ولد الشينوية”، وهو ما أثار موجة من الترحيب عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقد قرر وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية الزجرية في الدار البيضاء، اليوم الخميس، تمديد فترة الحراسة النظرية في حقها من أجل تعميق البحث معها، والاستماع إلى الأطراف المدنية والجمعيات المشتكية ضدها.
وأثارت فيديوهات المدعوة “هيام ستار” في الفترة الأخيرة جدلاً كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول رواد المواقع تظهر في مقاطع لها وهي في حالة سكر علني، وترتدي ملابس فاضحة، وتتلفظ بألفاظ قدحية، وتقوم بتعنيف أطفالها وتحثهم في بعض الفيديوهات إلى اعتناق الديانة المسيحية كما اعتنقتها هي حسب ما صرحت به وهي تقوم بطقوس غريبة .
وتأتي هذه الاعتقالات في إطار محاولة الحكومة للحد من الانزلاقات الأخلاقية التي تتسبب فيها بعض الفيديوهات، والتي تُعتبر تهديدًا للقيم الثقافية المغربية.
وجاء ردود فعل المواطنين على حملة الاعتقالات التي تستهدف صناع “التفاهة” في المغرب متباينة بشكل كبير.
حيث يؤيد الكثير من المواطنين هذه الحملة، مشيرين إلى أن المحتوى المقدم من قبل هؤلاء الأشخاص يضر بالقيم الاجتماعية ويعزز التفاهة.
وعبّر آخرون عن استيائهم من هذه الاعتقالات، معتبرين أنها تمثل قمعاً لحرية التعبير ووسيلة لإسكات الأصوات المعارضة إن هي طالت نشطاء غير منتجي التفاهة.وحذر العديد من النشطاء من الآثار السلبية لهذه الاعتقالات على المجتمع، بما في ذلك زيادة التوترات الاجتماعية إن طالت حرية التعبير.
وبالموازاة ،هناك دعوات من نشطاء حقوقيين ومواطنين للمطالبة بإصلاحات قانونية تضمن حقوق الأفراد وتحميهم من الاعتقالات التعسفية.
وفي النهاية، يمثل هذا النداء فرصة للتفكير في كيفية تحسين المشهد الإعلامي والثقافي في المغرب، وضمان تقديم محتوى يتماشى مع تطلعات المجتمع وقيمه.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!