
يقدم الكتاب لمحة عميقة ومهنية عن “التشجيع الرياضي” الذي يعده الكاتب بوشعيب حمراوي، حيث يسلط الضوء على ظاهرة التشجيع الرياضي في المغرب وخارجه كظاهرة ثقافية واجتماعية تتجاوز مجرد حضور المباريات.
يؤكد الكاتب أن التشجيع الرياضي ليس مجرد فعل موسمي أو حضور في المدرجات، بل هو سلوك اجتماعي يعبر عن الحب والانتماء والهوية الوطنية، ويشكل جزءاً أساسياً من الممارسة الرياضية، مما يبرز دوره في تعزيز روح المواطنة والفخر بالفرق واللاعبين، وبالتالي ضرورة التعامل مع التشجيع الرياضي كرافعة ثقافية واجتماعية.
ويشير الكاتب مؤكدا، أن الجمهور الرياضي هو اللاعب رقم 12، أي عنصر فاعل في المشهد الرياضي، لكنه لا يتحكم في قرارات المدربين أو الإدارات، ما يعكس توازناً بين الدعم الجماهيري واحترام الأدوار الرسمية.
كما يبرز ذ. بوشعيب حمراوي الأبعاد الإيجابية والسلبية للتشجيع، بالتذكير على أن التشجيع يحمل رسائل متعددة تتجاوز التحفيز إلى الإبداع الفني والتعبير عن المواقف، لكنه في بعض الحالات قد يتحول إلى فوضى وشغب إذا غاب الوعي والوازع الرياضي، ما يشير إلى ضرورة توعية الجماهير وتطوير ثقافة التشجيع نحو سلوك حضاري.
ويلفت النظر كذلك إلى أن الجماهير الرياضية تشكل ظواهر اجتماعية مثيرة، قد تطرح تحديات أمنية وثقافية، لكنها تبقى مكوناً أساسياً في الرياضة، مما يستدعي دراسة معمقة لهذه الظاهرة لتطويرها بشكل إيجابي.
وفي الختام يقدم المؤلف مقترحات ورؤية لتطوير التشجيع الرياضي ليصبح سلوكاً حضارياً يعزز المشهد الرياضي ويغني القيم الوطنية، وهو توجه مهم يعكس فهم الكاتب لأهمية التشجيع كعامل تنموي وثقافي في الرياضة.
ونخلص إلى أن كتاب ذ.بوشعيب حمراوي يعكس رؤية متوازنة وعميقة لظاهرة التشجيع الرياضي، حيث يؤكد على أهميته كرافعة ثقافية واجتماعية، ويطرح تحدياته وإيجابياته، مع دعوة لتطويره نحو سلوك حضاري يعزز الانتماء والهوية الوطنية.
هذا التحليل يعكس خبرة الكاتب الصحفية والثقافية، ويضع إطاراً مهماً لفهم دور الجمهور في الرياضة المغربية والعالمية.
قريبا
كتاب :
التشجيع الرياضي
بقلم : بوشعيب حمراوي
مقدمة
تتعالى الأصوات، وتلوح الأعلام الوطنية والرياضية واللافتات المناصرة لهذا الفريق أو ذاك.. في مدرجات الملاعب، وعلى جنبات المضامير، وفي صالات الرياضات المتنوعة. وعلى طول الطرق والشوارع والأزقة المؤدية لتلك المرافق الرياضية. مظاهر تلهب تلك الأهازيج الحماسية القلوب، وتنعش النفوس المهووسة بالرياضة.
هناك، حيث تلتقي أو تتعارض أحلام الرغبة في الفوز والاستمتاع بالحقائق المفرحة أو المؤلمة. لكن الفوز يعود دوما للجمهور الرياضي العاشق لأجواء المنافسة الشريفة، والداعم للفرجة وحسن الضيافة. الجمهور المتشبع بروح المواطنة وحقوق الإنسان. والذي لا يدخر جهدا في تعزيز الانتماء والفخر بلاعبيه وفرقه ووطنه. والمحترم لضيوفه من ممارسين و مؤطرين ومشجعين.
بهذه الصفات، تتشكل ملامح جمهور يُعرف ب(التشجيع الرياضي)، ليس كحالة عابرة أو موسمية، بل كرافعة ثقافية، وسلوك اجتماعي، وتعبير حيّ عن الحب والانتماء والهوية والبذرة المغربية الأصيلة.
لم يعد (التشجيع الرياضي) مجرد حضور في المدرجات أو تصفيق من بعيد، من أجل نصرة فريق على أخر. أو تثمين مهارات لاعب أو مدرب أو..
بل صار فعلًا مدنيًا يحمل رسائل متعددة، يتجاوز الدعم والتحفيز، إلى الإبداع الفني،و التعبير عن المواقف والرؤى. وبه، يمكن أن يسمو الرياضيون إلى مستويات أعلى. يمكن أن ترتقي مدينة، أو يزدهر بلد.
كما يمكن، في حالات متطرفة، أن ينقلب الأمر إلى فوضى وشغب، حين يغيب الوعي ويضعف الوازع الرياضي لدى فئة من الجماهير.
لقد أفرزت الملاعب المغربية، كما غيرها من الملاعب العالمية، جماهير بأسماء وهويات خاصة، شكلت ظواهر اجتماعية مثيرة، وتحديات أمنية وثقافية أحيانًا، لكنها في جوهرها تبقى مكونًا أساسيًا في معادلة الرياضة.
يأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على ثقافة التشجيع الرياضي في المغرب وخارجه، ويبحث في جذورها، وأشكالها، وتحولاتها، ويرصد إيجابياتها وسلبياتها، ويقترح سبل تطويرها لترقى إلى سلوك حضاري يُغني المشهد الرياضي، ويعزز قيم المواطنة والانتماء. فالجمهور ليس مجرد مشاهد، بل هو جزء من الممارسة الرياضية، وأحد مكوناتها الأساسية.
هو اللاعب رقم 12، لكنه ليس المدرب رقم واحد. وتبقى أرائه واقتراحاته الجادة محط اهتمام الممارسين والمؤطرين. لكنه لا يمكن أن ترتقي لتصبح تعليمات وقرارات