
العقارب في الصيف: خطر متزايد وسبل الوقاية المستندة إلى العلم والسنة
مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تزداد ظاهرة ظهور العقارب بشكل ملحوظ، خصوصاً في المناطق القروية والجبلية مثل سوس، الحوز، زاكورة، والراشيدية. هذه الظاهرة تثير قلق السكان، خاصة مع ما تشكله لسعات العقارب من خطر صحي حقيقي، لا سيما على الأطفال، وكبار السن، وذوي المناعة الضعيفة. لذلك، من الضروري أن نعي طبيعة هذا الكائن، سلوكياته، وأماكن اختبائه، وكيفية الوقاية منه بوسائل علمية مدعومة بتعاليم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي حثنا على الحذر واتخاذ الأسباب.
العقارب كائنات ليلية تنشط بعد غروب الشمس، تخرج من مخابئها بحثاً عن الطعام أو للدفاع عن نفسها. تختبئ عادة في الأماكن الجافة،والمظلمة، والمهملة مثل تحت الحجارة، والخشب اليابس، والطوب، وداخل الأحذية المهملة، وثقوب الجدران والأرض.
ذيل العقرب يحتوي على سم سام يستخدمه في الصيد أو الدفاع، خصوصاً عند شعوره بالخطر. وعلى الرغم من ضعف بصرها، فإنها تعتمد على الإحساس بالحركة، الحرارة، والاهتزازات المحيطة.
العقارب تنفر من الضوء القوي والمباشر، ومن الروائح القوية مثل النعناع، والخل، والقرنفل، وكذلك الأماكن النظيفة والمنظمة. كما تتأثر بالحركة والضوضاء مثل الراديو أو حركة الناس، مما يجعل هذه العوامل أدوات فعالة في دفعها بعيداً عن مساكننا.
للحفاظ على سلامة الأسرة، خاصة الأطفال، يجب اتباع الإجراءات التالية:
👈🏼تنقية محيط المنزل: إزالة الأحجار، الخشب اليابس، والأعشاب المتراكمة. تنظيف الأرضيات وسد الشقوق التي تجمع الغبار.
👈🏼سد الثقوب: مراقبة الأرض والجدران وتحت الأبواب، وتركيب شباك دقيقة على الشراجم والأبواب.
👈🏼الإضاءة الليلية: ترك ضوء خافت في الخارج والداخل، خاصة عند المداخل.
👈🏼تجنب ترك الأشياء على الأرض: عدم ترك الأحذية أو الملابس ملقاة على الأرض، وفحصها جيداً قبل الاستعمال.
👈🏼الفراش: استخدام سرير مرتفع عن الأرض، وفحص الفراش جيداً قبل النوم.
وبهذا الصدد، ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
“إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.”
(رواه البخاري ومسلم)
هذه السنة النبوية تحثنا على نفض الفراش قبل النوم لإزالة ما قد يكون عليه من حشرات أو عقارب أو أشياء ضارة، مما يزيد من الأمان والطمأنينة عند النوم.
👈🏼حماية الأطفال: منع المشي حفاة، خاصة في الليل أو في السطوح والحدائق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.”
(رواه البيهقي)
وهذا يشمل الحرص على سلامة البيت وترتيبه ونظافته، مما يبعد الأذى عن ساكنيه.
وفي حال تعرض شخص لللسعة، يجب التصرف بحكمة وهدوء:
👈🏼البقاء هادئاً وعدم الذعر، لأن التوتر يزيد الحالة سوءاً.
👈🏼عدم استخدام الأعشاب أو الكيّ، وعدم مص السم.
👈🏼ربط خفيف فوق مكان اللسعة لتقليل انتشار السم.
👈🏼وضع كمادات باردة (ليست ثلج مباشرة).
👈🏼التوجه للطبيب فوراً، خصوصاً إذا كان الملسوع طفلاً صغيراً أو مريضاً مزمنًا، أو ظهرت أعراض خطيرة مثل ضيق التنفس، التقيؤ، فقدان الوعي، أو تشنجات.
قال تعالى: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” (سورة الشعراء: 80)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء.”
(رواه أبو داود والترمذي)
وهذا يحثنا على طلب العلاج المناسب وعدم التهاون في ذلك.
تعود زيادة أعداد العقارب إلى عودة التوازن الطبيعي في البيئة، حيث زاد عدد الحشرات التي تتغذى عليها العقارب. كما أن الجفاف وارتفاع درجات الحرارة يدفعانها للبحث عن الظل والرطوبة بالقرب من مساكن البشر، مما يزيد من فرص التقاء الإنسان بها.
العقارب كائنات طبيعية لكنها قد تشكل خطراً حقيقياً، خصوصاً في الصيف. بالوعي والاحتياطات البسيطة المستندة إلى العلم والسنة، يمكننا حماية أنفسنا وأحبائنا من هذا الخطر. حافظ على نظافة وترتيب بيتك، راقب أطفالك، وكن مستعداً للتصرف السريع في حالة اللسعة. ولا تنسَ مشاركة هذه المعلومات مع العائلة والجيران حفاظاً على سلامة الجميع.
وللأمانة العلمية ،المصادر والمراجع المعتمدة 👇🏼
1-Pharmacie.ma، “العقارب ولسعاتها: دراسة طبية وفسيولوجية”
2-Sehati.gov.ma، “لنحمي أنفسنا من لسعات العقارب”
3-هسبريس، “حرارة الصيف تحيي التخوف من أخطار لسعات العقارب ولدغات الأفاعي”
4-العمق المغربي، “لسعات العقارب.. الموت القادم من الصيف”
5-كما تم الاستعانة بالأحاديث النبوية الصحيحة الواردة في كتب الحديث مثل صحيح البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، لتعزيز النصائح الوقائية والتوجيهات الصحية.