طالب لاعبو نادي اتحاد طنجة بتسليم جثة زميلهم المرحوم عبد اللطيف أخريف ليتسنى لهم إقامة مراسم الدفن المناسبة، وللتعبير عن رغبتهم الملحة، لبس اللاعبون اليوم ،قبل انطلاق مواجهتهم مع شباب السوالم، أقمصة عليها صورة المرحوم تحمل عبارة “إكرام الميت دفنه”.
المرحوم اللاعب أخريف كان قد توفي قبل 3 أشهر في حادث غرق بسواحل مدينة المضيق بشمال المغرب، وعثر على جثته في سواحل الجزائر ..وحتى حدود هذه اللحظة ،لم تسلم السلطات الجزائرية جثة اللاعب عبد اللطيف أخريف إلى نظيرتها المغربية لأسباب تتعلق بالتحقيقات الدبلوماسية والبيروقراطية المعقدة بين البلدين.
فبعد العثور على الجثة في السواحل الجزائرية، أصبحت القضية موضوعًا حساسًا نظرًا للعلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب.
ومن أسباب عدم التسليم،نجد التحقيقات الدبلوماسية، حيث ان الجثة التي عُثر عليها كانت بحاجة إلى التأكد من هويتها، مما استدعى إجراء فحوصات الحمض النووي (DNA) للتأكد من أنها تعود لأخريف، وهو ما يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين السلطات الجزائرية والمغربية.
وقد قام نادي اتحاد طنجة بعدة تحركات لتحديد هوية الجثة التي يُشتبه بأنها تعود للاعب عبد اللطيف أخريف،وذلك بالاستعانة بحارس مرمى سابق،غايا مرباح،الذي استدعته السلطات الجزائرية للمساعدة في التعرف على الجثة. مرباح كان قد لعب مع أخريف، وظهر في صورة نشرها على إنستغرام يترحم فيها على زميله، مما ساعد في تعزيز الشكوك حول هوية الجثة.
كما تم التواصل مع أسرة اللاعب من طرف نادي اتحاد طنجة لأخذ عينات من الحمض النووي من والديه، وذلك لإجراء المقارنات اللازمة مع الجثة التي عُثر عليها.
هذه العينات تم إرسالها إلى السلطات الجزائرية عبر القنصلية المغربية.
ومن جهة أخرى ،تم توكيل شخصيات ذات جنسيات مزدوجة من جانب والد المرحوم اخريف كلاعب مغربي جزائري يدعى سفيان المودن، بالإضافة إلى توكيل اللاعب نسيم السعداوي، للقيام بالإجراءات اللازمة لنقل الجثة إلى المغرب.
وللتذكير، قدمت الأسرة عينات من الحمض النووي قبل العثور على الجثة في سعيها لتسريع استعادتها لدفنه في مسقط رأسه بمدينة طنجة ، تحسباً لمثل هذا الوضع .
إلا أن الجثة كانت متحللة بشكل كبير، مما يطرح تحديات إضافية أمام عملية التعرف عليها وإجراءات التسليم.
كما يمكن أن يؤثر الحفظ الجيد للجثة بشكل كبير على إجراء الفحص الحمض النووي وإلا في حالة الجثث التي تتعرض للتدهور بسبب العوامل البيئية أو الزمن، يتعرض الحمض النووي للتلف.
ومن زاوية أخرى، لها تأثير قوي في تعقيد الأمور والتي تمثلت في العلاقات السياسية المقطوعة بين البلدين ، حيث لا يوجد تبادل دبلوماسي مباشر، مما يزيد من صعوبة الإجراءات اللازمة لتسليم الجثة.
وبسبب العلاقات المتوترة بين البلدين الجارين، كانت هناك حاجة لضمان إجراء فحص الحمض النووي بشكل سلس، وهو ما يتطلب تنسيقًا دقيقًا بينهما.
ومع ذلك ورغم التوترات الدبلوماسية قامت القنصلية المغربية في وهران ببدء إجراءات الاتصال بالسلطات الجزائرية لتسهيل عملية نقل الجثة.
غياب السفيرين يمكن أن يؤثر على إجراءات النقل بشكل ملحوظ من خلال عدة جوانب:
تأخير الإجراءات:
عدم وجود السفير أو نائبه قد يؤدي إلى تأخير في اتخاذ القرارات اللازمة لنقل الجثث أو معالجة الوثائق المطلوبة، حيث أن بعض الإجراءات تتطلب توقيع السفير أو موافقته.
تحديات في التنسيق:
غياب السفيرين قد يعقد التنسيق بين السلطات المغربية والجزائرية، مما يزيد من صعوبة التواصل وحل القضايا العالقة المتعلقة بنقل الجثة.
تأثير على الخدمات القنصلية:
رغم أن الموظفين في السفارة يمكنهم تقديم خدمات قنصلية، إلا أن غياب السفير قد يؤثر على مستوى الخدمة المقدمة، خاصة في الحالات الحساسة مثل نقل الجثث، حيث يحتاج الأمر إلى مستوى عالٍ من التنسيق والاهتمام.
ومن الممكن أن تعمل القنصلية على تنسيق الأمور مع السلطات المحلية لضمان سير الإجراءات بشكل سلس، مثل نقل الجثث أو معالجة الحالات الطارئة وإصدار الوثائق الرسمية اللازمة مثل شهادات الميلاد أو الوفاة بناءً على الإجراءات المعمول بها، مما يضمن استمرارية الخدمات.
في الختام، تبقى القضية عالقة في إطار التوترات السياسية والإدارية بين الجزائر والمغرب، مما يؤخر عملية دفن اللاعب بشكل لائق.