لطيفة أحرار تتوج مسيرتها الفنية بشهادة الدكتوراه في المسرح الوثائقي
إنجاز أكاديمي يعكس تلاقي الفن والبحث العلمي ويثير نقاشات حول دور الفنان في الحقل الأكاديمي

في لحظة تجمع بين الفن والبحث الأكاديمي، خطت الفنانة والمخرجة المغربية لطيفة أحرار خطوة جديدة في مسيرتها الحافلة، بنيلها شهادة الدكتوراه في الدراسات المسرحية، تخصص المسرح الوثائقي، يوم السبت 5 يوليو 2025، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة تطوان، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي.
هذا الإنجاز العلمي لم يكن مجرد تتويج لجهود بحثية، بل امتداد طبيعي لمسارها الفني الذي تميز بالعمق والابتكار، ليؤكد أن الفن لا ينفصل عن المعرفة، وأن المبدع يمكن أن يكون باحثاً ينقب في أعماق تجربته ومحيطه.
الدكتورة لطيفة أحرار، التي عرفها الجمهور كمخرجة وفنانة ذات رؤية متجددة، لم تكتف بالممارسة الفنية فقط، بل اختارت أن تغوص في عالم الأكاديمية، لتجمع بين الإبداع والتوثيق، بين الأداء والبحث، وهو ما يعكس نضجاً فكرياً ورغبة في إثراء المشهد المسرحي المغربي والعربي. أطروحتها التي حملت عنوان “المسرح الوثائقي: بين المسرح والسينما، هل يشكل توظيف الوثيقة أسلوبًا مغايرًا في كتابة الواقع؟” أشرف عليها الدكتور حميد عيدوني والدكتور خالد أمين، وهما من أبرز الأكاديميين في مجال البحث المسرحي بالمغرب، وحصلت على درجة مشرف جداً مع توصية بطبع ونشر الأطروحة، مما يدل على جودة البحث وأهميته في الحقل المسرحي.
هذا الإنجاز العلمي لم يخلُ من ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثار تساؤلات حول مدى ملاءمة تولي فنانة مناصب أكاديمية رفيعة، في حين دافع آخرون عن حقها في الجمع بين الفن والبحث، معتبرين أن مسيرتها الفنية الحافلة وخبرتها العملية تؤهلها للعب دور محوري في تطوير التعليم المسرحي. في هذا السياق، تبدو لطيفة أحرار نموذجاً معبراً عن التحول الذي يشهده المشهد الثقافي، حيث تتداخل الأدوار وتتلاقى التخصصات، ليصبح الفنان باحثاً والباحث فناناً.
شهادة الدكتوراه التي نالتها لطيفة أحرار ليست مجرد ورقة علمية، بل هي شهادة على قدرة الفن على أن يكون جسراً بين المعرفة والتجربة، بين النظرية والتطبيق. إنها دعوة للتأمل في أهمية دعم المبدعين الذين يسعون إلى تطوير أنفسهم ومجتمعاتهم من خلال العلم والإبداع معاً، لتبقى الثقافة حية نابضة، تحمل في طياتها روح التجديد والبحث المستمر. بهذا الإنجاز، تؤكد لطيفة أحرار أن الفن والبحث العلمي يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب، ليشكلا معاً مستقبل المسرح المغربي والعربي.