معاناة مكفوفي بنسليمان في نادي الأمل تدق ناقوس الخطر وتطالب بتدخل عاجل
تقرير "الصباح" يكشف واقع الإهمال ويدعو المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين إلى تعزيز الدعم والرعاية الاجتماعية والصحية للأسر الأكثر هشاشة

في قلب مدينة بنسليمان، يكشف واقع نادي الأمل للمكفوفين والمعطوبين صورة مؤلمة تعكس عقوداً من المعاناة والإهمال التي تعيشها الأسر التي يضمها النادي، حيث تقطن فيه اثنتا عشرة أسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض خطيرة، يواجهون ظروفاً حياتية قاسية ونقصاً حاداً في الدعم والرعاية الاجتماعية والصحية.
سلط تقرير جريدة “الصباح” الذي قام بزيارة ميدانية إلى هذا النادي، الضوء على الأوضاع المزرية التي يعيشها هؤلاء الأشخاص، مطالباً كل من يهمه الأمر وأبرزها المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالتحرك العاجل لتوفير المساعدة اللازمة لإنقاذ هذه الأرواح من ويلات الإهمال.
يتداخل تاريخ مدينة بنسليمان في رعاية المكفوفين مع الجهود الوطنية التي تشهدها المملكة المغربية، والتي شملت منذ بداية الألفية جهوداً متواصلة من قبل مؤسسات حكومية ومنظمات مدنية لجعل الدمج الاجتماعي والاقتصادي والتعليم التكويني لهذه الفئة من أولوياتها. إذ لعبت المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين دورًا مركزياً في هذا المجال من خلال توفير التعليم والتكوين وخدمات متعددة عبر مؤسسات متخصصة مثل معاهد محمد السادس التي تقدم خدمات شاملة من كتب مطبوعة بطريقة بريل إلى الدعم الاجتماعي والتغذية والسكن، إضافة إلى العمل على الإعداد المهني والتأهيل في إطار تعاون وثيق مع وزارة التربية الوطنية لتأمين متابعة متكاملة للمكفوفين في مراحل دراستهم المختلفة.
لا تقتصر المنظمة على تقديم الخدمات التعليمية فقط، بل توسع نشاطها ليشمل الإدماج الشامل من خلال دراسات ميدانية وبرامج تدريبية لتعزيز كفاءة العاملين في مجال رعاية المكفوفين كما تدعم الرياضيين من هذه الفئة وتشجع مشاركتهم في الألعاب البارالمبية، مما يعكس اهتمامها بتمكينهم للحياة الكريمة والاعتراف بمواهبهم وقدراتهم، وتحت رعاية الأميرة للا لمياء الصلح، تتجسد رؤية المنظمة في جعل الإدماج الكامل للمكفوفين واقعًا ملموسًا على الأرض.
أما فيما يتعلق بالعلاقات والتعاون مع نادي الأمل للمكفوفين والمعطوبين في بنسليمان، فالمعلومات المتاحة تشير إلى أن هناك تحديات واضحة تعيق قيام تعاون رسمي منظم وفعال بين النادي وهذه الجهات المختصة، لكنه مع ذلك يعبر عن حالة مجتمعية تحتاج إلى تأطير ودعم مستدامين. ورغم غياب تفاصيل واضحة حول اتفاقيات محددة أو تاريخ وثيق للتعاون الرسمي مع النادي، فإن الحاجة ملحة لإنشاء شراكات فعالة تستجيب لطبيعة المعاناة التي تم توثيقها وتقدم حلولاً عملية تلبي الاحتياجات المتزايدة لهؤلاء المواطنين.
لذا، يمثل تقرير “الصباح” الميداني نداءً إنسانياً هاماً يوجه رسالة قوية ومباشرة لكل المؤسسات الحكومية والمجتمعية وخاصة المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين للانخراط بجهود أكثر جدية وفاعلية، من أجل تحسين ظروف العيش وتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لنزلاء نادي الأمل وأمثالهم في بنسليمان وغيرها من المناطق، وذلك عبر مبادرات ميدانية وعملية تكاملية تبدأ من الدعم المالي وتنتهي بتوفير خدمات تأهيلية وتعليمية واجتماعية محترمة تضمن حماية الحقوق وكرامة الأفراد الذين يمثلون جزءاً مهماً من نسيج المجتمع.