نقابات الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب تعلق كل أشكال احتجاجاتها وتجند منخرطيها للتضامن مع المناطق التي تضررت من الزلزال
أمام حجم الأضرار الناجمة عن الزلزال الذي ضرب المغرب في 8 سبتمبر، أكدت لنا مصادر نقابية مقربة أن النقابات وضعت مطالبها جانبا وأجلت الحركات الاحتجاجية المقررة طوال هذا شهر شتنبر للمشاركة في التعبئة الجماعية لصالح السكان المتضررين
في الواقع، وانطلاقا من الشعور بالمسؤولية الذي يحركهم في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها البلاد، اتخذت نقابة الاتحاد المغربي للشغل والنقابة المستقلة للممرضين وفنيي الصحة زمام المبادرة للتخلي عن أي إضراب مخطط له مبدئيا في بداية العام السياسي. وحشدت الجمعية المغربية لأطباء التخدير والإنعاش أعضائها للمساهمة في الجهود التي تقودها وزارة الصحة لتوفير الرعاية اللازمة لضحايا الكارثة.
و”أمام هذه الكارثة المدمرة، وإدراكا للحاجة الملحة لتعزيز روح التضامن الوطني”، وجهت الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل نداء إلى جميع مناضليه في جميع أنحاء البلاد، داعية إياهم إلى التعبئة الذين اجتمعوا وشاركوا بفعالية في جميع المبادرات التي من شأنها تعزيز الجهد الجماعي في مواجهة هذه المأساة. كما أن قيادة الاتحاد المركزي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل حثت منخرطيها على الاشتراك في أي مبادرة لمساعدة ضحايا الزلزال. وانطلاقا من “روح التضامن التي هي جزء من هويتها ومسؤوليتها المدنية”، دعت المنظمة المنتسبين إليها إلى المساهمة ماليا من خلال دفع راتب يوم واحد على الأقل في الحساب المخصص للتخفيف من تأثير الزلزال المنشأ بتعليمات ملكية.
وفي نفس السياق،حث الاتحاد العام للشغل بالمغرب (UGTM) بشدة جميع أعضائه، وخاصة في المناطق المتضررة ، على التعبئة الكاملة والتعاون مع السلطات المحلية لتقديم الدعم للفئات المتضررة. وبالإضافة إلى ذلك، شجعتهم على الانخراط بشكل فعال في حملات التبرع بالدم، كدليل على التضامن الذي “يميز المجتمع المغربي دائما”.
وبنفس روح التضامن وانطلاقا من الشعور بالمسؤولية الذي يحركهم في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها البلاد، اتخذت النقابات زمام المبادرة للتخلي عن جميع الإضرابات المخطط لها أصلا في شهر سبتمبر المقبل ، إذ دعت الجامعة الوطنية لقطاع الداخلية المنضوية تحت لواء UMT ، إلى “تعليق الإضراب الوطني المزمع تنظيمه يومي 13 و14 سبتمبر 2023”.
وبالمثل، قامت النقابة المستقلة للممرضين وفنيي الصحة ، التي خططت لإضراب وأشكال أخرى من الاحتجاج في القطاع الصحي، بتأجيل هذه الإجراءات للتركيز بالكامل على مبادرات التضامن.
وحسب ذات المصادر ،يتواجد قادة هذه المنظمات النقابية وكذلك قادة الكيانات الأخرى في القطاع حاليًا على الأرض في المناطق المتضررة من الزلزال، ويقدمون المساعدة للسكان المتضررين.
ومن الأمثلة الملموسة على هذا التضامن النشط للعاملين في مجال الصحة ما قدمته لنا القابلة التي وجدت نفسها مدفونة تحت الأنقاض في أعقاب هزات الزلزال. بعد أنقاذها من طرف أحد زملائها، وعادت على الفور إلى الخدمة. “على الرغم من الظروف الصعبة، وانضمت بإخلاص إلى جهود الإنقاذ. وبذلك تمكنت من حضور ولادتين، أسفرت إحداهما عن ولادة توأمان. وهو ما يدل على التضحية بالنفس بشكل استثنائي، مثل تضحية جميع العاملين في المجال الصحي”، يقول الممرضون الأعضاء في نقابات الممرضين.. وإلى جانب التزامهم على الأرض ومشاركتهم في عمليات التبرع بالدم، نظم أعضاء النقابة قوافل مساعدات لنقل إمدادات الإغاثة إلى مناطق المنكوبة.
وحشد الاتحاد المغربي للشغل نشطاءه من مختلف القطاعات المهنية لجمع التبرعات المركزية بالمقر المركزي بالدار البيضاء حيث تم جمع حوالي 250 طناً من الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الفرش والبطانيات والخيام والملابس والأواني والأغذية والأدوية. وستتوجه هذه القافلة التضامنية إلى مدن مراكش وورزازات وشيشاوة وتارودانت من أجل توزيع هذه المساعدات الثمينة على من هم في أمس الحاجة إليها.
تجدر الإشارة إلى أن مبادرات مماثلة انطلقت أيضا من مقر الاتحاد بطنجة والعيون والرباط وأكادير وخنيفرة والناظور ووجدة وتزنيت، وكذا بمدن أخرى، تستهدف المناطق المتضررة، بروح تضامنية هي الأفضل. وهو أمر غريب على النقابات المغربية.
واعتمدت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، خلال الاجتماع الأخير لمكتبه التنفيذي، قرارا يتعلق بتنظيم قافلة تضامن وطنية لفائدة ضحايا الزلزال، وكذا القيام بمبادرات جهوية ووطنية من خلال المكاتب الوطنية للنقابات القطاعية والجهوية والفروع المحلية.