أخبارجهاتحوادثمجتمع

هجوم مسلح على دورية الدرك الملكي في اشتوكة آيت باها يُصيب عنصرًا بجروح خطيرة

تزامن الحادث مع الندوة الدولية بالرباط يعكس تحديات المغرب في مواجهة الجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية

في مساء يوم الأربعاء، شهدت جماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها ،حسب تقارير إعلامية محلية ووطنية ،حادثة أمنية خطيرة، حيث تعرض عنصر من الدرك الملكي لإصابات بالغة إثر إطلاق نار مباشر من بندقية صيد خلال تدخل ميداني استهدف إحباط محاولة للهجرة غير النظامية عبر الشريط الساحلي. هذا الحادث، الذي جاء في سياق عملية محكمة لرصد تحركات مشبوهة لعناصر تستعد للإبحار نحو الضفة الأخرى، يسلط الضوء على تعقيدات المواجهة الأمنية التي تواجهها السلطات في مكافحة الهجرة السرية.

وفي تفاصيل الحادثة،كانت دورية الدرك الملكي تقوم بمهمة مراقبة ومداهمة تحركات مشبوهة على متن سيارتين رباعيتي الدفع، حين بادر المشتبه فيهم إلى إطلاق النار على رجال الأمن، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر الدرك في مناطق متفرقة من جسده. تم نقل المصاب على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري بأكادير، حيث يرقد في حالة حرجة تحت العناية المركزة، ما يعكس خطورة الحادثة وتحديات الميدان التي يواجهها رجال الأمن.
وقد أسفرت العملية الأمنية عن توقيف أكثر من ثلاثين مرشحًا للهجرة غير النظامية، يخضعون حاليًا لتحقيقات ميدانية دقيقة تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
هذا العدد الكبير من الموقوفين يعكس حجم الظاهرة وتعقيداتها، حيث لا تقتصر الهجرة غير النظامية على مجرد تحركات فردية، بل تنطوي على شبكات منظمة تسعى لاستغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمهاجرين.
ولا يمكن إغفال التوقيت الحساس الذي وقع فيه هذا الاعتداء، إذ تزامن مع انعقاد الندوة الدولية حول الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية في الرباط، التي نظّمها المجلس الأعلى للسلطة القضائية بالتعاون مع وزارة العدل الفرنسية يوم الخميس 19 يونيو 2025.
هذه الندوة تأتي في وقت تحرص فيه السلطات المغربية على تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات لمواجهة شبكات الجريمة المنظمة التي تهدد الأمن والاستقرار، وهو ما يعكس حجم التحديات الأمنية التي تواجه البلاد على الأرض، كما يتضح من هذا الاعتداء الخطير.

إن هذه الحادثة ومثيلاتها ،تطرح عدة تساؤلات مهمة حول طبيعة التحديات الأمنية التي تواجهها الأجهزة المختصة في محاربة الهجرة السرية، خاصة عندما تتحول المواجهة إلى عنف مسلح يهدد حياة رجال الأمن وفي الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل الأبعاد الإنسانية لهذه الظاهرة، التي تعكس معاناة آلاف الشباب الذين يسعون إلى حياة أفضل رغم المخاطر الجسيمة.

كما أن تفعيل تحريات دقيقة من قبل القيادة العليا للدرك الملكي يعكس جدية السلطات في التعامل مع هذه القضايا، ومحاولة تفكيك شبكات الاتجار بالبشر التي تغذي هذه الظاهرة،ولكن يبقى الحل الأمثل هو مقاربة شاملة تجمع بين الإجراءات الأمنية والبرامج التنموية والاجتماعية التي تعالج جذور الهجرة غير النظامية.
حادثة سيدي بيبي ليست مجرد واقعة أمنية عابرة، بل هي مرآة تعكس واقعًا معقدًا يتطلب تضافر الجهود الوطنية والدولية لمواجهته. في هذا السياق، يبقى دور الإعلام والوعي المجتمعي أساسيين في دعم السياسات الأمنية والإنسانية على حد سواء، لضمان أمن الوطن وحماية كرامة الإنسان.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!