أخبارالتعليم العالي والبحث العلميجهاتحقوق الإنسانمجتمع

هدم سكن طلاب معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة: أزمة تهدد مستقبل أكثر من 1500 طالب

غياب الحوار والبدائل السكنية يفاقم الاحتجاجات ويطرح تساؤلات حول حقوق الطلبة في التعليم والسكن

تشهد مدينة الرباط توتراً متصاعداً بعد إعلان السلطات المحلية عن قرار هدم أربعة أجنحة من السكن الجامعي الخاص بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة (IAV)، ضمن مشروع توسعة طريق يهدف إلى تحسين البنية التحتية استعداداً لمونديال 2030. هذا القرار أثار موجة احتجاجات واسعة بين الطلبة الذين يرون فيه تهديداً مباشراً لاستقرارهم الدراسي وحقهم في السكن.
المشروع يشمل هدم الأجنحة 5، 9، 10، و11، بالإضافة إلى مقصف المعهد، وهو ما سيؤثر على أكثر من 1500 طالب وطالبة يعتمدون بشكل كامل على السكن الداخلي، خاصة أن غالبية هؤلاء الطلبة ينحدرون من مناطق بعيدة ولا يملكون بدائل سكنية مناسبة. الطلاب عبروا عن استيائهم من غياب أي تشاور مسبق أو حلول بديلة واضحة، مما يزيد من مخاوفهم من التشرد وانقطاع الدراسة.
وفي هذا السياق ،نظم الطلاب احتجاجات واعتصامات، رافعين شعارات مثل «هدم السكن يساوي هدم الطالب» و«سكني حقي وكرامتي خط أحمر»، مؤكدين أن السكن الجامعي ليس رفاهية بل ضرورة لضمان استمرارية التعليم في ظروف ملائمة. كما حذروا من أزمة اجتماعية قد تنجم عن هذا القرار، ودعوا الجهات المعنية إلى التراجع وإيجاد حلول مستدامة قبل تنفيذ الهدم.
تطرح هذه الأزمة تساؤلات جوهرية حول توازن الأولويات بين تطوير البنية التحتية لمشاريع كبرى مثل كأس العالم 2030، وبين حماية الحقوق الأساسية للطلبة في السكن والتعليم. فهل من المقبول التضحية بمصالح آلاف الطلبة من أجل مشروع مؤقت؟
كما أن إزالة المقصف الطلابي تزيد من الأعباء المالية على الطلبة، مما يعمق الأزمة.
إن الحل الأمثل يكمن في فتح حوار جدي بين السلطات والطلبة، مع ضمان توفير بدائل سكنية ملائمة قبل الشروع في الهدم، بالإضافة إلى مراعاة الجانب الاجتماعي والتربوي للطلبة. كما يجب أن تكون مشاريع التنمية متوازنة بحيث لا تضر بالفئات الأكثر هشاشة، خصوصاً في قطاع التعليم العالي.

وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة رهين قدرة الجهات الرسمية على التفاعل بمرونة ومسؤولية مع مطالبهم، لضمان حقهم في بيئة تعليمية مستقرة وآمنة، بعيداً عن التهديدات التي قد تضعف فرص نجاحهم الأكاديمي والمهني.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!