حكيم السعودي
أعلنت مديرية الشؤون الإدارية والعامة بوزارة الشباب والثقافة والتواصل عن إطلاق بوابة رقمية حديثة تهدف إلى تحسين تدبير الموارد البشرية، في خطوة تعزز التحول الرقمي في القطاع الإداري بالمغرب. يأتي هذا المشروع انسجاماً مع التوجهات الوطنية لتحديث المرافق العمومية، بما يتماشى مع مقتضيات القانون رقم 54.19 المتعلق بميثاق المرافق العمومية والقانون رقم 55.19 الذي يسعى لتبسيط المساطر والإجراءات الإدارية. تمثّل البوابة الرقمية جزءاً من مشروع أوسع، يهدف إلى تحسين كفاءة وفعالية العمليات الإدارية باستخدام التكنولوجيا الحديثة.تعد هذه البوابة إضافة نوعية، حيث تهدف إلى توفير إدارة رقمية متكاملة للموارد البشرية، تتضمن في مرحلتها الأولى خدمات تتعلق بتدبير التنقيط السنوي للموظفين، وتقارير التقييم، وتسهيل الرخص الإدارية السنوية، إلى جانب إمكانية إجراء امتحانات مهنية وتنظيم الانتقالات. ويساهم هذا التحول الرقمي في تعزيز الشفافية، وتسهيل ولوج الموظفين للخدمات الإدارية، وتبسيط الإجراءات التي كانت تعتمد في السابق على الملفات الورقية التقليدية، مما يتيح بيئة عمل أكثر كفاءة وسهولة.
وفقًا لمديرية الشؤون الإدارية والعامة، من المتوقع أن تشمل المرحلة الثانية من المشروع إضافة المزيد من الوضعيات الإدارية، مما يسهم في بناء قاعدة بيانات شاملة ودقيقة لجميع الموظفين على مستوى القطاع. هذا التوجه الرقمي يعكس التزام الوزارة بتحسين جودة الخدمات الإدارية وتعزيز الشفافية في التعاملات بين الموظفين والإدارة، حيث من شأنه أن يوفر الوقت والجهد المبذولين في التعامل مع الإجراءات التقليدية.ووجهت مديرية الشؤون الإدارية والعامة دورية إلى المسؤولين المركزيين والجهويين والإقليميين، تؤكد على أهمية تفعيل البوابة الرقمية الجديدة، وضمان استخدامها بشكل فعّال من قبل المصالح والموظفين. ويأتي إطلاق البوابة متزامناً مع بدء تسجيل المرشحين المستوفين للشروط لاجتياز امتحان الكفاءة المهنية لسنة 2024 عبر الرابط الإلكتروني: portailrh.jeunesse.mjcc.gov.ma.
وحرصت المديرية على طمأنة المستخدمين، حيث أشارت إلى توفير دليل تفصيلي لتوضيح كيفية استخدام البوابة الرقمية، بما يضمن سهولة الولوج والتعامل مع مختلف الخدمات المتاحة على المنصة.و من المنتظر أن تحدث هذه البوابة الرقمية الجديدة نقلة نوعية في مستوى الخدمة العمومية، حيث ستسهم في تعزيز الكفاءة والشفافية، وتبسيط الوصول إلى الخدمات الإدارية، وهو ما يتماشى مع رؤية المغرب لتطوير البنية التحتية الرقمية. فقد أثبتت التجارب العالمية أن التحول الرقمي في القطاع العام يساهم في تحسين الإنتاجية ويقلص من أوقات الانتظار، مما يعود بالفائدة على كل من الموظفين والجمهور المستفيد.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم التوقعات الإيجابية حول نجاح البوابة، تبقى بعض التحديات المرتبطة بتكييف الموظفين مع هذا التحول الرقمي، وتأهيل الموارد البشرية لاستخدام الأدوات التكنولوجية بكفاءة. ولذلك، تعتزم الوزارة تقديم دورات تدريبية ودعم تقني لضمان الانتقال السلس نحو هذه المنصة الرقمية.إن هذه الخطوة الطموحة نحو الرقمنة تعكس التزام وزارة الشباب والثقافة والتواصل بتطوير منظومة العمل الإداري، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لدعم الخدمة العمومية وتوفير بيئة إدارية تتسم بالكفاءة والشفافية.
