وفاة محمد بنعيسى وزير الخارجية المغربي الأسبق ومؤسس مهرجان أصيلة الثقافي الدولي
توفي مساء أمس الجمعة محمد بن عيسى، وزير الخارجية المغربي الأسبق، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد معاناة مع المرض وعدما تدهورت حالته الصحية في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى غيابه عن مهامه كرئيس للمجلس الجماعي لمدينة أصيلة لأكثر من ثلاثة أشهر. ونُقل في 23 فبراير 2025، إلى المستشفى العسكري بالرباط بتعليمات ملكية بعد تعرضه لوعكة صحية حرجة.

كان بن عيسى شخصية بارزة في المشهد السياسي والدبلوماسي المغربي، حيث شغل منصب وزير الخارجية بين عامي 1999 و2007، كما كان وزيرًا للثقافة في عهد الملك الحسن الثاني كما سبق له أن شغل منصب سفير المغرب في واشنطن بين عامي 1993 و1999.
وُلد بنعيسى في 3 يناير 1937 بمدينة أصيلة، وتابع دراسته في الصحافة والاتصال، حيث حصل على الإجازة في علوم الاتصال من جامعة مينيسوتا عام 1961، ثم منحة من مؤسسة روكفلر لإجراء أبحاث بجامعة كولومبيا عام 1964. في عام 2007، وحصل على دكتوراه فخرية في القانون من جامعة مينيسوتا.
انتُخب مستشارًا في المجلس البلدي لمدينة أصيلة عام 1976، ثم نائبًا برلمانيًا عام 1977، ورئيسًا لبلدية أصيلة عام 1983، وهو المنصب الذي شغله لعدة ولايات إلى غاية وفاته.
ويُعتبر الراحل بن عيسى أحد أبرز الفعاليات الثقافية في المغرب حيث أسس “جمعية المحيط الثقافية” التي تحولت لاحقًا إلى “مؤسسة منتدى أصيلة”، وأطلق مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، الذي أصبح منصة دولية للفكر والفن.
وكان الراحل عضوًا في العديد من المؤسسات الفكرية مثل منتدى الفكر العربي، مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، ومركز البحرين للدراسات الاستراتيجية. وقد حصل على عدة جوائز، من بينها جائزة الإنجاز في ديبلوماسية حل الصراعات وحقوق الإنسان من مؤسسة كميت بطرس بطرس غالي للسلام والمعرفة في مصر عام 2022، وجائزة الشيخ زايد للكتاب عن شخصية العام الثقافية عام 2008، وجائزة رجل السنة الثقافية من مؤسسة الفكر العربي في 2003.
كما حصل على أوسمة من عدة دول، منها فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، اليابان، والبرازيل. كما كُرم بوسام العرش من درجات مختلفة من قبل الملك الحسن الثاني والملك محمد السادس.
ومن المتوقع أن يتم دفنه في مسقط رأسه بمدينة أصيلة شمال المغرب.