رسائل الغزل بين بنكيران و”الأحرار” تمهد الطريق للحكومة الجديدة
حمل لقاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، المنعقد أمس الثلاثاء، إشارات قوية إلى التقارب بين حزب العدالة والتنمية وبين حزب التجمع الوطني للأحرار؛ وذلك بعد فترة قطيعة بسبب التصريحات، التي خرج بها أمين عام العدالة والتنمية والتي ردّ عليها عزيز أخنوش، الرئيس الجديد لحزب الأحرار.
وبالرغم من الخلافات التي بدت واضحة بين الطرفين، فإن مصدرا قياديا من حزب العدالة والتنمية توقع، في تصريح لهسبريس، أن تنتهي الأزمة قريبا لإعلان تشكيل الحكومة؛ وذلك بعد العرض الذي قدّمه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين والأمين العام لحزب العدالة والتنمية.
وأكد عبد الإله بنكيران، خلال لقاء الأمانة العامة لحزبه، أنه سيلتقي عزيز أخنوش، رئيس حزب الحمامة، بعد عودته من الزيارة الرسمية التي يرافق فيها الملك محمد السادس لإفريقيا، مؤكدا أن اللقاء المرتقب سيحل الإشكالات المطروحة؛ وفي مقدمتها وجود حزب الاستقلال في الحكومة المقبلة، الذي أعلنت قيادة حزب المصباح تشبثها بوجوده.
وفي هذا الصدد، تمنى بنكيران، عقب انعقاد لقاء الأمانة العامة، مراجعة موقف التجمعيين من حزب الاستقلال، مسجلا وجود ما اعتبره “جوا وديا مع حزب التجمع الوطني للأحرار”، ليضيف: “قلنا لن نختلف في عدد المناصب، ولن نتعامل على القضية على أنها غنيمة”.
وأكد مصدر مقرب من رئيس الحكومة أن رغبته في وجود الأحرار إلى جانبه في الحكومة مردها إلى كون الوزراء الذين اشتغلوا إلى جانبه في الولاية الحكومية السابقة أبانوا عن حرفية كبيرة في التعاطي مع الملفات التي اشتغلوا عليها.
ووصف مصدر قيادي من حزب التجمع الوطني للأحرار تصريحات رئيس الحكومة بالمشجعة؛ ولكنه مطالب بوضوح أكبر لإزالة “البلوكاج” الحالي، مبرزا أن “تصريحات رئيس الحكومة أتت لتنصف موقف التجمع الوطني للأحرار من المفاوضات الحكومية، موقف اتسم منذ البداية بالوضوح”.
ونبه القيادي التجمعي، الذي رفض الكشف عنه هويته، إلى أن بنكيران “لا يزال يحافظ على حالة “البلوكاج” الذي تشهده المفاوضات الحالية؛ لأنه لم يأخذ بتاتا بعين الاعتبار اقتراحاتنا وموقفنا”.
وطالب المسؤول داخل حزب الحمامة، في حديث لهسبريس، رئيس الحكومة بـ”أن يكون أكثر وضوحا فيما يتعلق بتصوره للحكومة المقبلة، وأن يقدم موقفا ثابتا حيال اقتراحاتنا للحكومة المقبلة”، مضيفا “عدا ذلك سنعيش نفس أجواء الجولة الأولى من المشاورات، والتي اتسمت بهجمات رخيصة استهدفت حزب التجمع الوطني للأحرار من طرف أطراف معروفة غاضها موقفنا من التحالف الحكومي”.
وسجل المتحدث نفسه أن “بنكيران يبين، من خلال تصريحاته بوضوح، أنه الطرف الوحيد المخول لتشكيل التحالف الحكومي، وهو الوحيد الذي يمكن له تدبير ذلك حسب الدستور والأعراف”، مشددا على أن “موقفنا في الأحرار ثابت، عبّرنا عنه وسنعبّر عنه خلال الجولة المقبلة من المشاورات، لا مكان لنا في حكومة غير منسجمة، وهدفنا استكمال العمل البناء الذي بدأناه خلال الولاية الماضية بشهادة رئيس الحكومة، من أجل الصالح العام وخدمة الوطن”.