لقد استبشرنا خيرا عند فوز “حمزة هارون يوسف” الذي دخل التاريخ بوصفه أول مسلم يقود حكومة في المملكة المتحدة وفي أوربا الغربية، كما باقي مسلمي العالم..
جاء تولي حمزة يوسف -الذي يشغل منصب وزير الصحة- رئاسة الحكومة، بعد إعلان الحزب القومي الاسكتلندي اختياره زعيما له، خلفا لنيكولا ستورجن، التي أعلنت استقالتها بصورة مفاجئة في فبراير/شباط الماضي، بعد ثماني سنوات في الحكم.
وعزا المتتبعون للشأن الاسكتلندي والمحللون السياسيون فوزه برئاسة الحكومة كان من أجل السعي لتنظيم استفتاء بشأن الانفصال، وأيضا لأنه يولي أهمية لإصلاح الأوضاع الاقتصادية والأحوال المعيشية للاسكتلنديين.
كما عُرف أنه الأكثر تمسكا وإخلاصا لنهج الحزب، ويسير على خطى سلفه في ما يتعلق بالقضايا التي تشغل الاسكتلنديين وأعضاء الحزب القومي.
لكن،ومع توالي الأيام ومرة الوقت،اتضحت الأمور ولات معروفا أن حمزة يوسف ما كان ليصل إلى رئاسة الحزب والحكومة الا من خلال تأييده لما يسمى قانون “التحول الجنسي” ودفاعه عن المثليين (الشذوذ الجنسي) رغم أنه مسلم!
وما أثار حفيظة كل مسلم أيده وفرح لتوليه منصب رئيس حكومة اسكتلندا هو جوابه على سؤال مذيعة سكاي نيوز في مقابلة معه،ربما كانت رسالة من الجهة او الجهات المتحكمة في اللعبة، والذي جاء فيه “المذيعة: “هل تعتقد أن ممارسة الجنس بين المثليين (الشواذ) خطيئة؟”، فكان الرد صادما حتى بالنسبة للمحافظين بالمجتمعات الغربية، ويعلم عظم حرمة الشذوذ،وبدون أدنى خجل، قائلا: لا، ثم قال: “دعينا نكون واضحين حيال هذا الأمر، لقد سُئلت هذا السؤال خمسا وعشرين مرة، وأجبت عليه بالطريقة ذاتها خمسا وعشرين مرة، ليس بمقدوري تغيير ما يوجد في بعض الأديان، ولا يمكنني تغيير ما هو موجود في النصوص المقدسة، لكن المنهج الذي سأتبعه هو أنني لن أسمح للمعتقدات الشخصية أن تكون أساسا للتشريع”
” كيت فوربس” التي كانت تتنافس مع حمزة يوسف على زعامة الحزب القومي الاسكتلندي، وكانت الأوفر حظا،تمت إزاحتها من المسابقة بعد إعلان موقفها صراحة أنها ضد زواج الأشخاص من الجنس نفسه، كما أنها ترفض قانون التحول الجنسي، والإنجاب خارج إطار الزواج، وعموما من (المثلية الجنسية أو الشذوذ الجنسي ) وذلك انطلاقا من عقيدتها وإيمانها المسيحي، حسب قولها.
وكتب الصحفي محمد الشبراوي حسن على موقع الجزيرة مباشر ،”نموذج جديد “للسياسي المسلم” على الطريقة الغربية أو قل “الاسكتلندية”، ولما يُفضل أن يكون عليه المسلم في الغرب، يتم تصديره وترويجه عبر الإعلام. فرئيس وزراء اسكتلندا مسلم من أصول باكستانية، يصلي كما أظهرت الصور التي نُشرت، ويصوم رمضان حسب تصريحاته الشخصية، ولكن هذا لا يمنعه من تأييد “الزواج المثلي” إذ لا يراه خطيئة، ولا يمكن لإيمانه أن يكون أساسا للتشريع، حسب تعبيره، ولذلك أعلنت هيئات الدفاع عن الشواذ دعمها له.”
وأضاف ،”لقد كان هناك حرص على تصدير صور رئيس الحكومة الاسكتلندية الجديد “حمزة يوسف” وهو يصلي، وحظي خبر فوزه بدعم إعلامي ربما لم يحظ به فوز رئيس الحكومة البريطانية التي تتبعها اسكتلندا “ريشي سوناك الهندوسي من أصول هندية”، فهل ذلك مرجعه إلى موقف حمزة يوسف من موضوع المثلية الجنسية، المخالف لعقيدته كمسلم، خاصة وأن هناك من يعملون لفرضها في الغرب ونشرها في العالم، ويُستهدف بها المسلمون، خاصة أنهم الأكثر ثباتا وصلابة في مواجهة ذلك الانقلاب عن الفطرة السوية؟!”
ليخلص لما مفاده أن “كثيرون في أوربا وأمريكا من أصول إسلامية، العقيدة لا تمثل عائقا لهم -خاصة الجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين- فهم لا يعيشون صراع هوية كما قد يظن البعض، وذلك لأن هويتهم تشكلت تبعا للبيئة التي وُلدوا وعاشوا فيها، فصاروا غربيين أكثر من الغرب، وحمزة يوسف رئيس وزراء اسكتلندا نموذج مُعبّر عن ذلك.
مسلم على الطريقة الاسكتلندية، ربما كانت هذه هي الرسالة الأهم والمقصودة من الحملة الإعلامية للاحتفاء بتولي حمزة يوسف زعامة الحزب القومي ورئاسة الحكومة الاسكتلندية.