وكالات:
خرج صحفي فرنسي يُدعى باسكال برو للإدلاء بتصريحات مستفزة وعنصرية على قناة “CNews” المحلية خلال حلقة برنامج “L’Heure des Pros” الذي بث أول أمس الجمعة 29 شتنبر المنصرم.
وفي هذا السياق، وخلال برنامجه التلفزيوني، تساءل برو عما إذا كان انتشار حشرات “بق الفراش” يرتبط بنظافة المهاجرين قائلا: “هل نعرف لماذا يوجد المزيد من البق اليوم؟ هل لها علاقة بالنظافة؟ سوف أطرح جميع الأسئلة. هناك كثير من الهجرة في الوقت الحالي. هل الأشخاص الذين لا يتمتعون بالظروف الصحية نفسها التي يتمتع بها الموجودون على الأراضي الفرنسية هم الذين يجلبونهم؟. هل لأنهم في الشارع؟ ربما ليس لديهم إمكانية الوصول إلى جميع الخدمات مثل الآخرين؟ هل هذا مرتبط بذلك”؟. ..“بقلة نظافتهم الشخصية مقارنة بالمقيمين؛ بسبب التشرد وصعوبة الوصول للمرافق الصحية”.
وردّ ضيف البرنامج نيكولا رو دي بيزيو، المؤسس والمدير لمنصة متخصصة في إدارة الآفات على سؤال برود بشكل قاطع قائلا، “قطعا لا”، قبل أن يحذّر برود من جدل ناشئ على شبكات التواصل الاجتماعي.
وعلى إثر هذه التصريحات، التي خلقت جدلا واسعا،ووفق وسائل إعلام محلية، تم رفع شكوى ضد برو من قبل بعض البرلمانيين الفرنسيين، إلى الهيئة التنظيمية للاتصالات السمعية والبصرية والرقمية، حيث اعتبروا تصريحاته “عنصرية”.
باسكال برو حاول الدفاع عن نفسه واستشهد ببيان صادر عن الجمعية الوطنية للمساعدة الحدودية للأجانب، الذي أشار إلى انسحاب الجمعية من منطقة الانتظار بمطار رواسي شارل ديغول بسبب وجود بق الفراش.
كما أثارت هذه التصريحات موجة غضب على منصات التواصل الاجتماعي، حيث استنكرت البرلمانية اليسارية، ماتليد بانو، عبر حسابها على منصة إكس، ربط النظافة بانتشار بق الفراش، قائلة، “إنه يفضل الطريق العنصري المختصر، ولو تغذّى بق الفراش على الهراء، فسيكون منزل باسكال برود موبوءا”.
وندّد البرلماني اليساري، فرانسوا بيكمال، بالتصريحات عبر حسابه على منصّة إكس، قائلا، “على عكس أوهام كراهية الأجانب التي يروج لها باسكال برود، يرتبط انتشار بق الفراش بالإفراط في السياحة، ونقص الاستثمار من قبل السلطات العامة”.
ومن جانبه، اتهم البرلماني اليساري أوليفيي فور، في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس، قناة “سي نيوز” بنشر الأفكار العنصرية عنوة وبكل حرية.
وعبرت الناشطة، “نينا سيمون”، عن غضبها من سؤال باسكال برود، قائلة، “عندما يحمل هذا الكاره برود الهجرة المسؤولية عن عودة ظهور بق الفراش.. النظافة لا علاقة لها بحقيقة الوباء تماما. كما هو الحال مع القمل، ولكن دعونا نتذكر أن الاستبدال العظيم يحدث الآن، وهو استبدال بالأغبياء السعداء”.
وفي مقابلة مع الأناضول تحدث لوزيس مؤسس ورئيس المجلس التمثيلي لجمعيات السود بفرنسا “CRAN”، عن العنصرية والتمييز اللذين يواجههما السود في فرنسا يومياً.
وفي هذا الصدد ،يرى السياسي والناشط الفرنسي باتريك لوزيس، أن الحكومة تتجاهل المشاكل الناجمة عن العنصرية في البلاد بينما يتعرض للتمييز 9 من كل 10 أشخاص من ذوي البشرة السوداء في فرنسا.
ولفت لوزيس إلى استطلاع أجرته شركة الأبحاث المستقلة “إيبسوس” بشأن السود في فرنسا، قائلاً إن “المشاركين في الاستطلاع قالوا إن هناك تمييزاً في العديد من مجالات الحياة”. وأضاف أن “الغالبية الساحقة، 91% من السود في فرنسا قالوا إنهم يتعرضون للتمييز في الحياة اليومية، ما يعني أن التمييز يشكل مصدر قلق كبير لكل الفرنسيين السود تقريباً”.
وأشار لوزيس إلى أن “السود يواجهون التمييز عند البحث عن منزل ووظيفة”.
وأردف: “عندما تتصل وتقول إنك تريد منزلاً، يخبرك الشخص الذي تتحدث معه عبر الهاتف أن المنزل متاح، ولكن عندما يدرك أنك أسود، فقد يقول إن المنزل غير متاح”.
ويؤكد لوزيس على أنه “لن تتم ترقيتك عندما تتقدم لوظيفة، وعندما ترسل سيرتك الذاتية يتم إبلاغك بعد دقائق بأن الوظيفة مشغولة حالياً، ولكن الوظيفة ما زالت متاحة لشخص آخر تقدم لشغل نفس المنصب بعد دقائق قليلة منك”.
وأشار الناشط الفرنسي إلى أن “التمييز يحدث أيضاً في الخدمات الأساسية، مثل وسائل النقل العام”، موضحاً أن “بعض الفرنسيين يعتقدون أن السود يجب أن يصعدوا خلفهم عند ركوب الحافلة أو القطار”.
وشكّل تفشّي “بق الفراش” في الأماكن العامة ووسائل النقل، أزمة في العاصمة الفرنسية باريس، لدرجة توجه النائب الأول ببلدية باريس إيمانويل غريغوار، بنداء استغاثة لرئيسة الحكومة إليزابيث بورن، لمكافحة هذه الحشرات.
وأطلق روّاد منصات التواصل الاجتماعي، وسما بعنوان “punaisedelit#” أو بق الفراش، تنديدا بانتشار الحشرات وصعوبة التخلص منها، خاصة أن البلاد على أبواب تنظيم الألعاب الأولمبية الصيفية في 2024.
وأعلن وزير النقل، كليمون بون، عن عقد اجتماع مع شركات النقل الأسبوع المقبل، لإعلامها بالتدابير، وتذكيرها بضرورة الحرص على خدمة المسافرين وتأمين حمايتهم.