فيديو يوثق نقله صوب مأدبة أقامها بابن سليمان بعد عودته من الحج
كمال الشمسي (ابن سليمان)
أثار تخصيص سيارة إسعاف، تابعة لجماعة «أحلاف»، بضواحي ابن سليمان، لنقل كميات من الخبز صوب منزل رئيس الجماعة، الذي كان يحتفل بعودته من الحج، موجة سخط واستنكار في صفوف سكان الجماعة والإقليم، سيما أن «عملية» نقل الخبز عبر سيارة خاصة بنقل المرضى تم توثيقها في شريط فيديو، انتشر على نطاق واسع بين مرتادي الأنترنيت.
من جهته، استنكر المركز المغربي لحقوق الإنسان بإقليم ابن سليمان، الواقعة، معبرا عن امتعاضه من هذا السلوك، الذي «يدخل في مظاهر الفساد واستغلال النفوذ وتسخير المال العام لأغراض شخصية من قبل رئيس المجلس الجماعي لأحلاف». وحصلت «الصباح» على شريط فيديو، يوثق بالصوت والصورة سيارة الإسعاف التابعة لجماعة «أحلاف»، وبالقرب منها السائق وشخص آخر، مركونة أمام باب مخبزة بأحد أحياء الكارة، فيما يعمل عمال المخبزة على إخراج الخبز ووضعه بداخلها.
وعبر عدد من مستشاري المعارضة عن امتعاضهم من الأمر، مؤكدين أن هذا يحدث في الوقت الذي يشتكي فيه الآلاف من السكان من انعدام الخدمات الصحية بالمنطقة واختفاء سيارة الإسعاف في بعض الحالات لنقل المرضى من الدواوير التي تحسب على مستشاري المعارضة، صوب المستشفى الإقليمي لابن سليمان، مؤكدين أنهم سيتقدمون بشكاية في الموضوع إلى مصالح الداخلية، لأن ما قام به الرئيس «موجب للعزل».
وسبق لرئيس جماعة «أحلاف»، المنتمي إلى الاتحاد الاشتراكي، أن صدر في حقه حكمان قضائيان، يقضيان بحرمانه من حق التصويت لمدة سنتين، ومن حق الترشح لفترتين انتدابيتين متتاليتين. وأدانت المحكمة الابتدائية بابن سليمان الرئيس بثمانية أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة قدرها 10 آلاف درهم، في يناير الماضي بعد متابعته من قبل النيابة العامة بارتكاب جناية، ومحاولة التأثير في تصويت الناخبين عن طريق التهديد والتخويف. كما قضت المحكمة في حق شريكه (م. ف) بأربعة أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة قدرها 5000 درهم بعدما تابعته النيابة العامة بالتهديد بارتكاب جناية وحمل السلاح الناري في ظروف من شأنها المساس بسلامة الأشخاص، ومحاولة التأثير في تصويت الناخبين عن طريق التهديد والتخويف وإلحاق الضرر بهم وبأموالهم، كما قضت لفائدة المطالبين بالحق المدني بدرهم رمزي. قبل أن يلجأ رئيس الجماعة إلى نقض الحكم الذي من المحتمل أن يتم البت فيه خلال الأسابيع القلية المقبلة.
وهدد رئيس الجماعة المتهم، في تسجيل صوتي، حصلت عليه «الصباح» مجموعة من المستشارين المعارضين له، بالتصفية الجسدية، وإضرام النار ثم المغادرة في اتجاه كندا. وكان الرئيس يتحدث مع مجموعة من أنصاره، ضمنهم شخص هو الشاهد الرئيسي في القضية، سجل تصريحات الرئيس ومن معه عبر هاتفه المحمول، وتصل مدة الشريط إلى 13 دقيقة و13 ثانية، فأصدر تعليمات لمنتخب من حزبه باستدراج المنافسين، والاعتداء عليهم.
وأقسم الرئيس على تصفية كل المستشارين المعارضين له، من المجلس الجماعي الحالي، مصرحا «راني حالف واحد فيهم لا خليتو، كي نجحت كي خسرت، آخر حياة لهم هي هاذ العام»، قبل أن يستطرد قائلا «إيلا ما جيتيش ولقيتي العافية شاعلة فيهم، أو محروقين، سيل ليا». وأضاف الرئيس أنه لا رغبة له في النجاح، وسيعمل على الانتقام والمغادرة إلى كندا.