أخبار

وزارة الشباب والثقافة والتواصل تطلق دورتين تكوينيتين لتعزيز قدرات الأطر التربوية: وساطة تربوية وتقنيات وسائل التعبير في المخيمات

محمد ناعم

أصدرت وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الشباب، مذكرة رقم 195/2024 بتاريخ 12 أكتوبر 2024، تعلن من خلالها تنظيم دورتين تكوينيتين بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم. هاتان الدورتان تستهدفان 50 مشاركًا عن كل دورة من جميع جهات المملكة الاثنى عشر، وتتناولان موضوعين حيويين: الأولى تتعلق بالوساطة التربوية، والثانية حول تقنيات وسائل التعبير. من المقرر أن تنطلق هذه الدورات في 20 أكتوبر 2024، وتأتي استعدادًا لموسم التخييم لسنة 2025.

 

أهمية المبادرة في تعزيز المهارات التربوية

 

تعتبر هذه المبادرة النوعية خطوة هامة في سبيل تعزيز وتطوير قدرات المؤطرين والعاملين في مجال التخييم، إذ تهدف إلى تمكينهم من التعامل الفعال مع الأطفال والشباب في المخيمات، سواء من خلال الوساطة التربوية أو عبر تقنيات وسائل التعبير. إن هذه المجالات باتت أكثر إلحاحًا في ظل التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تتطلب من المؤطرين امتلاك مهارات تربوية متقدمة لمواكبة تحديات المخيمات الصيفية والتخييم بشكل عام.تأتي هذه الدورات التكوينية في وقت تزداد فيه أهمية الوساطة التربوية باعتبارها وسيلة للتخفيف من التوترات والصراعات التي قد تنشأ بين الأطفال أو بين المؤطرين والمتخيمين. كما أن تقنيات وسائل التعبير تعد أداة أساسية لتعزيز التواصل الإيجابي والإبداعي داخل المخيمات، مما يسهم في خلق بيئة تعليمية ترفيهية متوازنة.

 

الأسئلة المرافقة: تحديات وضمانات الجودة

 

رغم أن هذه المبادرة تستحق التقدير لما تحمله من أهداف تطويرية، إلا أنه لا بد من طرح بعض الأسئلة التي تتعلق بجودة التنفيذ وضمان تحقيق أهداف الدورتين.

 

أولاً: المرجعية المعلوماتية للدورات

 

أحد الأسئلة المحورية التي تطرح نفسها هو مدى توفر المعلومات المرجعية والدقيقة التي تضعها الوزارة والجامعة الوطنية للتخييم ضمن الأهداف المعلنة في البطاقتين التقنيتين لكل دورة. هل تم تحضير معلومات دقيقة وشاملة تغطي كل الجوانب النظرية والتطبيقية للوساطة التربوية وتقنيات وسائل التعبير؟ وهل هذه المعلومات قابلة للتطبيق على أرض الواقع التخييمي؟

 

ثانياً: أنشطة تدريبية واضحة ومحددة

 

من المهم أيضًا معرفة نوع الأنشطة التي تم اقتراحها لتدريب المشاركين، ومدى وضوحها وتيسيرها للمؤطرين. إن صياغة أنشطة تدريبية واضحة وسهلة الفهم، تساهم في ضمان استفادة المتدربين من الدورات بشكل كامل. كما أن تحديد الأهداف لكل نشاط، ومدته الزمنية، والمواد والأدوات اللازمة، يعد أمرًا أساسيًا لضمان تنظيم وتطبيق سلس للبرامج التدريبية. فهل اهتمت الوزارة والجامعة بتحديد هذه المعايير لضمان جودة التدريب؟

 

ثالثاً: منهجية التدريب وأوراق العمل

 

التساؤل هنا يدور حول طبيعة الأنشطة التدريبية المقررة، من تمارين، دراسة حالات، وأشغال مجموعات. هل تم إعداد أوراق عمل مصحوبة بتوجيهات علمية وأفكار مجربة ميدانيًا، بحيث تساعد المؤطرين على التنفيذ الجيد للدورات؟ وهل تتضمن هذه الأنشطة جانبًا نظريًا متماسكًا وجانبًا عمليًا يلبي احتياجات المتدربين؟ من الضروري أن تكون الأنشطة التدريبية متكاملة ومرنة، مع إتاحة الفرصة للمؤطرين لإضافة لمساتهم الخاصة بناءً على تجاربهم العملية وخبراتهم السابقة.

 

رابعاً: مساهمة المؤطرين وخبراتهم

 

التساؤل الأخير يتعلق بمدى توفر الأطر المؤهلة من المؤطرين القادرين على تنفيذ هذه الدورات. هل تمتلك الجمعيات أطرًا قادرة على تقديم محتوى علمي ومهاري يتماشى مع أهداف الدورتين؟ وهل هؤلاء المؤطرون سبق لهم أن تلقوا تدريبات تخصصية في هذه المجالات؟ إن النجاح الحقيقي لهذه المبادرة يعتمد بشكل كبير على قدرة المؤطرين على ربط المحتوى التدريبي بأهدافه وغاياته، وإيصال الرسالة بشكل فعال دون إخلال بالمضمون أو الوقت المخصص.

 

ختامًا: ضرورة تفعيل الرقابة والمتابعة

 

إن نجاح هذه المبادرة مرتبط بشكل كبير بمدى تفعيل الوزارة والجامعة الوطنية للتخييم لآليات الرقابة والمتابعة لضمان الالتزام بالمحتويات التدريبية المقررة والوقت الزمني المحدد. من المهم أن يشعر المتدربون بقيمة الوقت الذي قضوه في هذه الدورات، وأن تكون النتائج ملموسة على أرض الواقع، سواء في تطوير قدراتهم التربوية أو في تطبيق ما تعلموه في مخيمات 2025.

 

في النهاية، تبقى هذه المبادرة خطوة إيجابية نحو تحسين منظومة التخييم في المغرب، ويجب الإشادة بجهود الوزارة والجامعة في توفير مثل هذه الفرص التكوينية. ومع ذلك، فإن نجاحها يعتمد على مدى استجابتها للتساؤلات المطروحة وضمانها لجودة التدريب وتحقيق أهدافه.

المبادرة تستحق كل الدعم والتوفيق، لما تحمله من إمكانيات كبيرة لتطوير المشهد التربوي في المخيمات المستقبلية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!