تجري حاليًا عملية هدم المستشفى الجامعي ابن سينا في الرباط، والتي تُعتبر واحدة من أقدم المنشآت الصحية في المغرب، حيث تم إنشاؤها في عام 1954.
يأتي هذا الهدم كجزء من مشروع طموح لبناء مجمع طبي جديد يهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية في العاصمة.
يهدف مشروع المجمع الطبي الجديد ابن سينا ، إلى استبدال الهيكل القديم بمستشفى حديث يشتمل على برج استشفائي
بارتفاع 135 مترًا، بتكلفة تقديرية تصل إلى 1.5 مليار درهم، وسيمكن هذا المجمع الاستشفائي المستقبلي، والذي ستبلغ قدرته الاستيعابية 1044 سريرا من ضمان مزيد من التكامل في الخريطة الصحية على مستوى جهة الرباط-سلا-القنيطرة.
وحدد له أجل 48 شهرا لاستكمال بنائه ومن المتوقع أن يُفتتح في نهاية عام 2026، تزامنًا مع استضافة المغرب لكأس الأمم الإفريقية.
يشتمل المشروع على تصميم معماري حديث ومرافق متطورة تشمل وحدات للعناية المركزة، وغرف عمليات، ومراكز بحثية وتعليمي، بكلفة إجمالية تقديرية للأشغال تناهز 2.65 مليار درهم.
واختارت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، المكلفة بالمشروع ،اعتماد البناء العمودي لجعل المستشفى الجديد ابن سينا علامة بارزة وإشارة قوية في الرباط، حيث ستتجسد هذه الفكرة في بناية حديثة ومعاصرة وكبيرة مندمجة في محيطها الحضري لتكون واضحة من المحاور الرئيسية القريبة لها حسب ما جاء في وثائق مباراة لوضع التصور المعماري والدراسات التقنية .
قبل بدء أعمال الهدم،أعلنت إدارة المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط ، يوم الأربعاء الماضي نقل جميع الخدمات و الوحدات الإدارية مؤقتا إلى مختلف المراكز والمستشفيات في جهة الرباط سلا القنيطرة والمستشفيات التابعة للمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط ( مستشفى الولادة السويسي، المعهد الوطني للأنكولوجيا سيدي محمد بن عبد الله ، مستشفى الاختصاصات، مستشفى مولاي يوسف، المستشفى الاقليمي للا عائشة الصخيرات تمارة، المستشفى الاقليمي مولاي عبد الله بمدينة سلا ، المستشفى الاقليمي الزموري بالقنيطرة، مركز التشخيص متعدد التخصصات النهضة بالرباط ، المركز الطبي للقرب تمارة، المركز الطبي للقرب اليوسفية الرباط.)
وقد تم اتخاذ هذه الخطوات لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية دون انقطاع، مع الحفاظ على جودة الخدمات المقدمة للمرضى.
وأكد مدير المستشفى، البروفيسور رؤوف محسن، أن عملية النقل تمت بتنسيق مع النقابات والموظفين لضمان انتقال سلس وفعال. كما أشار إلى أن الضوضاء والإزعاج الناتج عن أعمال الهدم كان لا بد منه، لكن لم يتم تعريض أي حياة للخطر.
رغم الفوائد المحتملة للمستشفى الجديد، هناك مخاوف من بعض العاملين في القطاع الصحي حول تأثير الهدم على مستوى الخدمات الصحية المتاحة للجمهور. فقد أبدى بعض الأطباء والممرضين قلقهم من أن هذا التحول قد يؤثر سلبًا على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى خلال فترة الانتقال.
وللتذكير،سبق وأن أثار السيد حبيب كروم، الكاتب العام المركزي للمكتب النقابي المركزي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، على أهمية احترام إرادة الموظفين والمستخدمين في التعبير عن رغباتهم في اختيار الوجهة التي يرغبون في الالتحاق بها، في ظل قرار هدم المستشفى وحيرة 1200 موظف بخصوص مستقبلهم المهني.
وطالب إدارة المستشفى باحترام إرادة الموظفين في اختيار الوجهات المناسبة لهم، مؤكدا على أهمية إتاحة الخيارات المتنوعة أمامهم لضمان رضاهم واستقرارهم المهني.
وأشار كروم إلى أن النقابة قد اقترحت عدة استراتيجيات من شأنها تحقيق الاستقرار الوظيفي الذي يبحث عنه الجميع، مؤكدا أن الوزارة قامت بتسهيل هذه العملية من خلال توقيع وثيقة تسهل انتقال الموظف إلى المراكز الأقرب له.
بشكل عام، يمثل مشروع هدم المستشفى الجامعي ابن سينا فرصة لتحسين النظام الصحي في الرباط، لكنه يثير أيضًا العديد من التساؤلات حول كيفية إدارة هذا التحول وضمان عدم تأثر المرضى سلبًا خلال هذه المرحلة الانتقالية.
وحسب المهتمين ،تتقدم اشغال بناء هذا الصرح العظيم بالرباط الذي أعطى الملك محمد السادس، العام الماضي ، انطلاقة أشغال بنائه بوتيرة سريعة.
ويعود تشييد بناية جديدة لمستشفى ابن سينا بالرباط إلى سنوات مضت، حيث سبق أن اقترحته وزارة الصحة ضمن برنامجها للميزانية الفرعية لسنة 2016 بغلاف مالي قدره مليار درهم، وكان من المقرر أن تبدأ الأشغال في سنة 2017.