أخبارمجتمع

توقيف شخص بتنغير بتهمة ادعاء الرقية الشرعية واستغلال النساء.

هذا الحادث يعكس المخاطر المرتبطة بممارسة الرقية الشرعية في المغرب، ويؤكد الحاجة الملحة لتشديد الرقابة القانونية على هذه الممارسات التي تناسلت كالأعشاب الضارة على مدى سنوات.

تتعلق فضائح الرقاة في المغرب بعدد من الحوادث المأساوية التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع، حيث تم تسجيل حالات استغلال جنسي، نصب، وتعذيب.
هذه الفضائح تبرز المخاطر المرتبطة بممارسة الرقية الشرعية، التي تحولت في بعض الأحيان إلى وسيلة لاستغلال الضعفاء.
وتظهر فضائحهم الحاجة الملحة لتشديد الرقابة القانونية وتنظيم ممارسة الرقية الشرعية. كما يجب أن يكون هناك وعي أكبر بين المواطنين حول مخاطر التعامل مع هؤلاء الرقاة، لضمان حماية الأفراد الضعفاء من الاستغلال والنصب.

أبرز الفضائح
فضيحة الراقي في بركان: في ديسمبر 2018، تم الكشف عن راقٍ في مدينة بركان قام بابتزاز النساء من خلال تصويرهن في أوضاع مخلة. الضحية التي تجرأت على الإبلاغ عن الواقعة ساهمت في كشف جريمته، مما أدى إلى اعتقاله وتحريك القضية في وسائل الإعلام13.
تعذيب رجال الأعمال: تم القبض على راقٍ مشهور في القنيطرة بتهمة تعذيب رجال أعمال من دول عربية. هذه الحادثة سلطت الضوء على مدى خطورة بعض الممارسات التي تتم تحت غطاء الرقية الشرعية.
استغلال النساء: حالات عديدة من النساء اللواتي تعرضن للاستغلال الجنسي من قبل الرقاة، حيث يتم استغلال حالتهن النفسية أو الجسدية لابتزازهن. إحدى الضحايا، طالبة جامعية، تقدمت بشكوى ضد راقٍ حاول اغتصابها.
👈🏻التداعيات الاجتماعية والقانونية
تثير هذه الفضائح قضايا قانونية وأخلاقية تتعلق بممارسة الرقية الشرعية:
غياب الرقابة القانونية حيث لا توجد قوانين واضحة تنظم ممارسة الرقية الشرعية في المغرب، مما يجعلها مجالاً خصباً للنصب والاحتيال ،فالكثير من الرقاة يفتقرون إلى المعرفة الدينية الأساسية ويستغلون جهل المرضى.
بعد تفجر فضيحة الراقي في بركان، ارتفعت الأصوات المطالبة بإغلاق مراكز الرقية الشرعية وكانت النائبة البرلمانية حنان رحاب دعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه المراكز، التي تُعتبر بمثابة مراكز للنصب والاحتيال.
ومن دواعي اللجوء الى هاته الفئة وفي غياب تام للحملات التوعوية ،تفاقم الضغوط النفسية والاجتماعية التي تدفع العديد من الأفراد للجوء إلى الرقاة، مما يعزز الطلب على هذه الممارسات. ومع ذلك، فإن العديد من الضحايا يدركون متأخراً أنهم وقعوا ضحية للاحتيال والاستغلال.
مناسبة إثارة الموضوع من جديد ودق ناقوس الخطر الذي يهدد مجتمعنا، قضية جديدة جرت أطوارها منتصف الأسبوع الجاري بتنغير، بسوس العالمة ،إذ تم توقيف شخص بتهمة ادعاء الرقية الشرعية واستغلال النساء. وأشارت التحقيقات إلى أن المشتبه فيه كان يستدرج ضحاياه مدعيًا قدرته على حل مشاكلهن الشخصية والعائلية، لكنه استخدم هذه المهنة كغطاء لارتكاب جرائم الابتزاز.
كان المشتبه فيه يقوم بتصوير النساء في أوضاع مخلة باستخدام هاتفه المحمول، ثم يهددهن بنشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي إذا لم يدفعن له مبالغ مالية.
تدخلت الشرطة القضائية بعد تلقي شكايات من سيدتين، لتقوم بإجراء تحقيقات أدت إلى توقيفه.
وقد تم العثور على صور للضحايا وطلاسم سحرية على هاتفه، مما يدل على استغلاله لمهنته في النصب والابتزاز.
وبعد انتهاء التحقيقات، تم تقديم المشتبه فيه أمام النيابة العامة حيث وُجهت له تهم تتعلق بالنصب والتهديد بإفشاء أمور شائنة، والتحرش الجنسي، بالإضافة إلى ممارسة مهنة الطب دون ترخيص.
هذا الحادث يعكس المخاطر المرتبطة بممارسة الرقية الشرعية في المغرب، ويؤكد الحاجة الملحة لتشديد الرقابة القانونية على هذه الممارسات التي تناسلت كالأعشاب الضارة على مدى سنوات.
وتتطلب الحالة الحالية مراجعة شاملة للقوانين لتشديد العقوبات على هذه الممارسات وحماية المجتمع من آثارها السلبية.
من جانب آخر ،تتباين الآراء العامة حول الرقية الشرعية في المغرب، حيث تتداخل الممارسات الدينية مع قضايا الاحتيال والاستغلال.
ونجد العديد من المغاربة يلجؤون إلى الرقاة بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية، ويعتبرونها وسيلة للعلاج الروحي، رغم أن بعضهم يعاني من تجارب سلبية مع الرقاة.
وبنفس الدرجة ،هناك انتقادات واسعة لممارسات بعض الرقاة الذين يستغلون حاجة الناس، حيث ارتبطت الرقية بحالات ابتزاز جنسي وعنف جسدي، مما دفع إلى دعوات لتنظيم هذه الممارسات بشكل أكثر صرامة.
الموقف الرسمي المسؤولون في الحكومة يعترفون بصعوبة التصدي لهذه الظاهرة، مشددين على ضرورة التمييز بين الرقية الشرعية الحقيقية والاستغلال التجاري.
ويحذر الباحثون من أن غياب الرقابة القانونية قد جعل الرقية مجالاً خصباً للنصب والاحتيال، مما يستدعي تدخل السلطات لحماية المواطنين.

وبشكل أساسي،تتطلب الرقية الشرعية توافر عدة قواعد شرعية في الراقي لضمان صحتها ونجاحها:
الإيمان بالله: يجب أن يكون الراقي مؤمنًا بالله ويعتمد على قدرته، مع الاعتقاد بأن الشفاء بيد الله وحده.
الالتزام بالقرآن والسنة: يجب أن تكون الرقية مستندة إلى آيات من القرآن الكريم أو أدعية مأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تكون بلغة مفهومة.
طهارة الراقي: ينبغي أن يكون الراقي في حالة طهارة تامة، وأن يستقبل القبلة أثناء الرقية.
نية الشفاء: يجب أن تكون نية الراقي خالصة لوجه الله، مع الرغبة في نفع المريض ومساعدته.
تجنب الشرك: يجب أن تكون الرقية خالية من أي كلمات أو عبارات تتضمن شركًا أو كفرًا، مثل الاستعانة بالشياطين أو الطلاسم.
التدبر والخشوع: يجب على الراقي والمَرْقي تدبر معاني الآيات والأدعية والتركيز على الخشوع أثناء الرقية.
عدم الاعتماد على الرقية بذاتها: يجب أن يعتقد الراقي والمَرْقي أن الرقية ليست سببًا مباشرًا للشفاء، بل هي وسيلة يقدرها الله لتحقيق الشفاء..

المصادر: مقالات وأبحاث ،وكالات

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!