الجمعية السياسية لحزب الشعب الأوروبي.. إبراز الدور المحوري للمغرب في تعزيز الأمن الإقليمي والطاقة المستدامة والتعاون الدولي
شارك وفد مغربي في أشغال الجمعية السياسية لحزب الشعب الأوروبي، التي انعقدت يومي 21 و22 نونبر 2024 في فاليتا، مالطا. تمثل هذه المشاركة خطوة مهمة لتعزيز العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، حيث ناقش الوفد القضايا السياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، مما يعكس التزام المغرب بالتعاون الدولي في مجالات متعددة.
وفي هذا الصدد ،نشرت وكالة المغرب العربي للانباء تقريرا حول حضور الوفد المغربي في أشغال الجمعية السياسية لحزب الشعب الأوروبي، التي انعقدت يومي 21 و 22 نونبر في فاليتا (مالطا) جاء فيه:
“فاليتا – أبرز الوفد المغربي المشارك في أشغال الجمعية السياسية لحزب الشعب الأوروبي، التي انعقدت يومي 21 و 22 نونبر في فاليتا (مالطا) الدور المحوري الذي يضطلع به المغرب في تعزيز الأمن الإقليمي والطاقة المستدامة والتعاون الدولي.
وخلال هذه الجمعية التي حضرها فاعلون سياسيون أوروبيون ومتوسطيون لمناقشة التحديات الاستراتيجية الكبرى التي تواجه المنطقة، أكد السيد لحسن حداد، ممثل حزب الاستقلال، أن المبادرات الاستراتيجية التي يقوم بها المغرب تعكس التزامه بمستقبل مستدام ومزدهر للمنطقة الأورو-متوسطية.
وفي هذا الإطار، قدم السيد حداد مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية (AAA) التي تم إطلاقها سنة 2016 كحل مبتكر لمواجهة تحديات التغير المناخي، مسجلا أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز صمود الزراعة الإفريقية من خلال ممارسات مستدامة ودعم تقني مكثف، مما يساهم في استقرار المجتمعات الريفية والحد من الهجرة القسرية.
كما أكد على ريادة المغرب في مجال الطاقة المتجددة وإمكانات المملكة لتطوير الهيدروجين الأخضر بفضل شراكات استراتيجية مع شركات عالمية على غرار “توتال إنرجيز”.
وتطرق إلى مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، الذي يشكل ممرا استراتيجيا للطاقة يعزز الوصول إلى مصادر الطاقة في غرب إفريقيا ويساهم في التنمية الإقليمية.
وبخصوص الأمن الإقليمي، حذر السيد حداد من التهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة، خاصة استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية من قبل جبهة البوليساريو انطلاقا من الأراضي الجزائرية، داعيا الاتحاد الأوروبي وحزب الشعب الأوروبي إلى اتخاذ موقف حازم لضمان الاستقرار في شمال إفريقيا وحوض المتوسط.
من جهة أخرى، سلط الضوء على دور المغرب كدولة مضيفة لكأس العالم 2030، ما من شأنه تقوية الروابط الثقافية والسياسية بين الدول، وإبراز تأثير الرياضة في تعزيز التعاون الدولي.
من جانبه، دعا السيد مصطفى بايتاس، ممثل حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى تجديد العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه في الجنوب على أساس الإنصاف والتعاون الاستراتيجي.
وفي معرض حديثه عن مكافحة هجرة الأدمغة، شدد السيد بايتاس على ضرورة إيجاد حلول مستدامة للحد من نزيف الكفاءات من خلال الاستثمار في النظم المحلية وإقامة شراكات تحقق الفائدة لضفتي المتوسط.
وأكد أيضا على أهمية ضمان استدامة الاتفاقيات الثنائية باعتبارها ركيزة أساسية للتعاون المتين والمستدام.
وفي ما يتعلق بالانتقال الطاقي، ذكر السيد بايتاس أن المغرب يلعب دورا محوريا في الانتقال الطاقي العالمي من خلال موارده المتجددة وبنيته التحتية المتطورة لتطوير الهيدروجين الأخضر.
وأبرز أهمية هذا المشروع الاستراتيجي لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز التكامل الاقتصادي والطاقي بين إفريقيا وأوروبا، دعيا إلى إصلاح آليات الجوار، مشددا على ضرورة إجراء حوار شامل وتشاركي مع الدول الشريكة من أجل ضمان فعاليتها.
ويؤكد المغرب، ممثلا بحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار، على دوره كفاعل رئيسي في بناء منطقة متوسطية تنعم بالسلام والازدهار والتضامن. وقد شكلت الجمعية السياسية لحزب الشعب الأوروبي منصة هامة لتعميق الحوار بين الشركاء الإقليميين واستكشاف آفاق جديدة للتعاون الاستراتيجي.”
وللإشارة ،تؤثر المشاركة المغربية في الأنشطة مثل الجمعية السياسية لحزب الشعب الأوروبي على العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي بشكل إيجابي حيث تعزز التعاون السياسي من خلال تعزيز الحوار حول القضايا المشتركة، مما يسهم في تحسين الفهم المتبادل.
كما تفتح فرص اقتصادية جديدة، إذ يسهل المغرب الوصول إلى الأسواق الأوروبية ويعزز الاستثمارات.
علاوة على ذلك، تعكس هذه الأنشطة التزام المغرب بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما يعزز موقفه كشريك استراتيجي في المنطقة.
وللتذكير ،فإن الأمن الإقليمي والطاقة المستدامة والتعاون الدولي يشكلان محاور حيوية في العلاقات الدولية. الأمن الإقليمي يعكس التحديات المشتركة للدول، مثل الإرهاب والنزاعات، ويتطلب تعاونًا فعّالًا بين الدول لتحقيق استقرار دائم. الطاقة المستدامة تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الأمن من خلال تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة غير المستدامة، مما يساهم في الاستقرار الاقتصادي4. التعاون الدولي ضروري لمواجهة التحديات العالمية، ويعتمد على بناء شراكات استراتيجية بين الدول لتحقيق الأهداف المشتركة.