أخبارحوادثمجتمع

مسيرة فنان : الراحل الحاج مصطفى الزعري

كان للفنان المغربي الراحل الحاج مصطفى الزعري تأثير كبير على الفن المغربي، حيث يُعتبر واحدًا من رواد الكوميديا والمسرح في البلاد، وقد ساهم بشكل ملحوظ في تطوير هذه الفنون

كان الراحل الحاج مصطفى الزعري شخصية محورية في تاريخ الفن المغربي، وقد أثرى الساحة الفنية بأعماله المميزة وأسلوبه الفريد، مما جعله أحد الأسماء اللامعة في عالم الكوميديا والمسرح.

وكان معروفًا بمساهماته الكبيرة في الساحة الفنية المغربية، وقد ترك بصمة واضحة في عالم الفن حيث أن له تأثيرا واضحا على المسرح المغربي.
خبر وفاته جاء كصدمة للعديد من محبيه وزملائه في المجال الفني، الذين عبروا عن حزنهم العميق لفقدانه.
.

ولد الحاج مصطفى الزعري سنة 1945، ونشأ وترعرع في درب السلطان ، ذاق طعم اليتم منذ صغره، إذ توفي والده وعمره ثلاث سنوات، وفضل تكوينه وتربيته يعود إلى والدته التي اشتغلت في ميادين عدة، أرسلته منذ صغره إلى نادي مسرحي للتخلص من شغبه ومشاكساته الطفولية ولتجنيبه الشارع أيضا، وهي لا تعلم أنها أرسلته إلى قدره المهني والإبداعي
بدأ الراحل مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث انضم إلى عدة فرق مسرحية، منها فرقة الأخوة التي كان يرأسها الفنان عبد العظيم الشناوي، وبالمعهد البلدي ليتعلم على يد الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج ثم التحق بفرقة البدوي.
المرحوم الحاج مصطفى الزعري دخل عالم التمثيل من باب الممارسة وليس من باب التكوين، وبالضبط في سنة 1963 خلال المخيمات الصيفية، حيث كان الزعري مربيا ومدربا في الشبيبة والرياضة ولاحقا بدار الأطفال بخيرية عين الشق في بداية السبعينيات، بحكم كونه سبق وأن كان أستاذا وقدم استقالته من الميدان لأنه لم يجد ذاته فيه، فاستطاع أن يجعل من موهبته في السخرية والدعابة قنطرته نحو الشهرة. وقد ساهمت أعماله في إحياء المسرح المغربي، خاصة في الفترة التي شهدت ازدهار الكوميديا.
وشكل المرحوم ثنائيًا كوميديًا مع المرحوم مصطفى الداسوكين، وقد حقق الثنائي نجاحًا كبيرًا في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ،وكانت مسرحية “النواقسية” من أبرز أعمالهم التي عُرضت على التلفزيون المغربي، مما ساعد على تعزيز مكانة المسرح الكوميدي.

شارك الراحل في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية إذ تركت مشاركاته بصمة واضحة في الثقافة المغربية ومن بين أبرز أعماله التلفزيونية “بيوت من نار” و”ستة من ستين”، بالإضافة إلى أفلام مثل “الرسالة” و”الطفولة المغتصبة”.
كما كان لتأثيره الثقافي حظ حيث كانت أعماله تعكس قضايا اجتماعية وثقافية مهمة، مما ساهم في نشر الوعي وتعزيز الحوار حول مواضيع حساسة في المجتمع المغربي.
رغم وفاته، يبقى تأثير المرحوم الحاج مصطفى الزعري حاضرًا في الساحة الفنية المغربية ويُعتبر رمزًا للأجيال الجديدة من الفنانين الذين يسعون لتطوير الفنون المسرحية والكوميدية.
ونموذجا يحتذى به للفنانين الشباب، حيث أظهر كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والترفيه في آن واحد.
بعد وفاة الفنان المغربي الحاج مصطفى الزعري رحمة الله عليه، يُتوقع أن تستمر بعض أعماله الفنية في الظهور. فقد تم تصوير عمل تلفزيوني جديد له بعنوان “رحلة العمر” قبل وفاته، والذي عُرض مؤخرًا على القناة الأولى المغربية. هذا العمل جمعه مع عدد من الفنانين المعروفين مثل فضيلة بنموسى وطارق البخاري، وقد تم إنتاجه تحت إشراف المخرجة لميس خيرات.
بالإضافة إلى ذلك، لا توجد معلومات مؤكدة عن مشاريع فنية جديدة قيد الإعداد بعد وفاته، ولكن من المحتمل أن يتم إعادة عرض بعض أعماله السابقة أو تكريم إرثه الفني من خلال برامج خاصة أو فعاليات ثقافية في المستقبل.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!