أعلن ،يوم الخميس 12 ديسمبر 2024 منظمو مسابقة “ملكة جمال هولندا” عن إلغاء المسابقة بعد 35 عامًا من انطلاقها، حيث تم استبدالها بمنصة جديدة تركز على الصحة العقلية ومشاركة القصص الإيجابية.
وأكدت المنظمات أن “الأوقات قد تغيرت، ونحن نتغير معها” في إطار سعيهم لمواكبة القيم الحديثة وتحديات المجتمع.
تفاصيل المبادرة الجديدة
تحمل المبادرة الجديدة اسم “Niet Meer van Deze Tijd” (أي “لم يعد من هذا الزمن”)، وتهدف إلى تقديم منصة للنساء لمشاركة قصصهن وتجاربهن، سواء كانت إيجابية أو صعبة.
ومن اهدافها:
مواجهة معايير الجمال غير الواقعية إذ تسعى المنصة إلى التوعية بمخاطر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على صورة المرأة الذاتية.
تمكين النساء حيث أنه من خلال مشاركة القصص، تهدف المبادرة إلى تعزيز الدعم المتبادل بين النساء، مما يساعدهن على التغلب على التحديات الاجتماعية والنفسية.
تسليط الضوء على التجارب الحقيقية: بدلاً من التركيز على المظاهر الخارجية مثل التاج والفساتين، تركز المنصة على القصص التي تلهم وتدعم الأفراد في رحلتهم نحو تحقيق الذات.
وأعربت المديرة مونيكا فان إي عن رؤيتها للمبادرة الجديدة، حيث أكدت أن “التاج والفساتين لم تعد تعكس القيم الحقيقية للتمكين”، مشددةً على أهمية دعم النساء لبعضهن البعض في عالم مليء بالضغوطات.
…….. السياق التاريخي
تاريخيًا، كانت مسابقة ملكة جمال هولندا تمثل جزءًا مهمًا من الثقافة الهولندية، حيث شهدت العديد من اللحظات التاريخية مثل فوز ريكّي كولي، أول امرأة متحولة جنسيًا تفوز بالمسابقة، ومع ذلك، فإن التحولات الاجتماعية والثقافية أدت إلى إعادة التفكير في نموذج المسابقة التقليدي.
إن إلغاء المسابقة وتحويلها إلى منصة جديدة يمثل خطوة جريئة نحو تعزيز القيم التي تعكس تجارب الحياة الحقيقية والتحديات التي تواجهها النساء اليوم.
فبينما كانت مسابقات الجمال التقليدية تتسم أحيانًا بالتنافس السلبي والضغط الاجتماعي، فإن المنصة الجديدة تهدف إلى خلق بيئة داعمة حيث يمكن للنساء مساعدة بعضهن البعض في مواجهة التحديات تعزيز الحوار الثقافي
وبالتالي تهدف المنصة إلى دعم جميع النساء بغض النظر عن خلفياتهن الثقافية، مما يعزز من قيم الشمولية والتمكين. وستعمل على توفير مساحة آمنة حيث يمكن لكل امرأة أن تعبر عن نفسها بحرية.
ولتزكية ما سبق، ستسعى المنصة إلى التعاون مع منظمات محلية ودولية تعمل في مجال الثقافة والتنوع، مما سيزيد من قدرتها على الوصول إلى مجتمعات متنوعة وتوفير الدعم المناسب.
وبفتح قنوات التواصل ستعمل المنصة على إنشاء بيئات حوارية تسمح للنساء من خلفيات ثقافية متنوعة بمشاركة تجاربهن وآرائهن، مما يقوي الفهم المتبادل والاحترام بين الثقافات المختلفة.
ولتقدير التنوع ،سيسلط الضوء على قصص متنوعة حيث سيتم تشجيع المشاركات على تقديم قصص تعكس تجاربهن الثقافية الفريدة، مما سيساعد في إبراز التنوع الثقافي كقيمة إيجابية تعزز من الهوية الفردية والجماعية.
التفاعل مع المجتمع
ولدفع بالنساء إلى فهم الاختلافات الثقافية وكيفية التعامل معها بشكل إيجابي ستقدم المنصة ورشات عمل وفعاليات تهدف إلى تعزيز الوعي بالصحة النفسية وتقديم الدعم للأفراد الذين يواجهون صعوبات وهو ما سيساهم في بناء مجتمع متماسك يركز على الرفاهية العامة.
وستقوم المنصة ،كذلك، بتنظيم فعاليات للاحتفال بالثقافات المختلفة، مثل مهرجانات الطعام والفنون، للرفع من قيمة الوعي والانفتاح على الثقافات الأخرى.
لنخلص إلى أن المنصة الجديدة تسعى إلى خلق بيئة تحتفي بالتنوع الثقافي وتعزز من قيم التفاهم والشمولية، مما يجعلها منصة فريدة تدعم النساء من جميع الخلفيات.
وقد تسير الولايات المتحدة في نفس الإتجاه حيث تجرى الأبحاث حول الأضرار النفسية والعقلي التي تسببها مثل هذه المسابقات وخاصة في عصر الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتشير أحدث الدراسات إلى أن التغطية الإعلامية لمسابقات ملكات الجمال تقلل من صورة جسد المراهقات والشابات.
وخلصت الأبحاث التي أجرتها جامعة ماساتشوستس أمهيرست وجامعة فاندربيلت أن الفتيات المراهقات والشابات اللاتي تعرضن لقصص إخبارية حول مسابقات ملكات الجمال كانوا أكثر عرضة للشعور بالسوء تجاه أنفسهن، خاصة عندما كانت المتسابقة في ولايتها الأصلية هي الفائزة.
وتأتي الدراسة الجديدة في الوقت الذي أصدر فيه الطبيب العام الأمريكي تقريرًا يحذر من أن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يضر بالصحة العقلية للمراهقين، مما يؤدي إلى عدم الرضا عن الجسم واضطرابات الأكل وانخفاض احترام الذات.