غزة تحترق والعرب يتفرجون

عبدالواحد بلقصري
باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
كتبنا في مقالات سابقة عن الاوضاع المزرية والابادة الجماعية التي تقع والتي لم يشهد التاريخ مثيلا لها
حيث أن هاته الابادة بشتى انواعها والتي تحظرها جميع الاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الانسان والمحكمة الجنائية الدولية واجهزة الامم المتحدة هاته التراكمات الحقوقية والمؤسساتية ناضلت من أجلها الانسانية وقدمت تضحيات جسام في سبيل ترسيخ قيمها وبنوذها
لكن اللوبي الصهيوني وجماعاته الظاغطة وعصاباته عبر العالم لا يكثرث لاي شي ء ويتصرف فوق القانون
لكن المثير للامر هو ان العرب بقياداتهم وشعوبهم يتفرجون ويشاهدون فصول وحلقات هاته الابادة بل وحتى هاته المشاهد سئمو حتى من مشاهدتها والتضامن معها
وما حجم تضامن الراي العام العالمي يفسر ذلك حيث نجد ان التضامن الدولي عبر العالم نجد ان العرب هم الحلقة الضعيفة
بعدما كانت القضية الفلسطينية عبر تارخ العرب بمثابة قضية وطنية لجميع الدول العربية وكان الصراع العربي الاسرائيلي هو صراع العرب ضد الاحتلال الهمجي ومع مرور الوقت ودخول العرب في صفقات واتفاقيات سرية وتغول اللوبي الصهيوني اصبح هذا الصراع فلسطيني اسرائيلي واصبحت القضية الفلسطينية هي قضية شعب فلسطيني اعزل ضد كيان صهيوني مدعم من طرف قوى عظمى وجماعات ظاغطة وأصبح هذا الكيان يتحكم في السوق الشرق أوسطية وفي دول الخليج ودول المينا بل انه أصبح يدبر مصير السياسة الفلاحية لمعظم الدول العربية
وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية التي تجعل امن اسرائيل ضمن القضايا المصيرية الاولى الني يدافع عنها اي رئيس امريكي سواء من الحزب الجمهوري او الحزب الديمقراطي
بل ان العديد من الدول العربية تعتبر ما يقوم به الفلسطينيون بمثابة إرهاب يجب محاربته كما ان دول الخليج اصبحت بمثابة مقاطعات اسرائيلية
ان ما يقع من تجويع وابادة لهذا الشعب البطل ما هو الا انتكاسة وانحطاط عربي سوف يسجله التاريخ بمداد اسود
لكن دماء الشعب الفلسطيني البطل وتاريخه سوف يخلدها وستفتخر بها الاجيال الصاعدة للانسانية جمعاء