أخبارسياسة

الجزائر في مواجهة الضغوط الأمريكية وتبون يطمح إلى مقابلة ترامب

تشهد الجزائر تحولات دبلوماسية بارزة في ظل تصاعد الضغوط الأمريكية المتعلقة بملف الصحراء الغربية، حيث يسعى الرئيس عبد المجيد تبون إلى لقاء رفيع المستوى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاولة لتخفيف هذه الضغوط وتأمين بدائل استراتيجية.وبحسب مقال للصحفي عبد الحكيم يماني نشره معهد آفاق الجيوبوليتيكا في 19 أبريل 2025 ،تأتي هذه المبادرة بعد سلسلة محاولات فاشلة للتقرب من الإدارة الأمريكية، شملت لقاءات سرية وهدايا دبلوماسية وعروض تعاون عسكري وأمني، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة بسبب رفض واشنطن التضحية بعلاقاتها مع المغرب.

تعكس هذه الخطوة تحولا جوهريا في الموقف الجزائري الذي ظل ثابتاً طوال خمسة عقود، إذ باتت الرئاسة تقبل مبدأ تغيير الموقف بشأن الصحراء الغربية مع السعي إلى تفاوض شروط ذلك على أعلى المستويات، في محاولة لتقديم هذا التغيير كمساهمة في السلام الإقليمي وليس استسلاماً أمام المغرب.
تأتي هذه المبادرة في وقت تتصاعد فيه التهديدات الأمريكية بتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، ما يفرض ضغوطاً إضافية على الجزائر ويحد من هامش مناوراتها الدبلوماسية. كما أن إعادة توجيه بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يزيد من تعقيد الموقف.
يركز الجانب الجزائري في أي لقاء محتمل مع الإدارة الأمريكية على ضمانات إنسانية لحماية سكان مخيمات تندوف، وشراكات اقتصادية في قطاعات الطاقة والتعدين، بالإضافة إلى مرحلة انتقالية تحافظ على هيبة الدولة الجزائرية. ويعكس هذا المسعى إدراك الجزائر أن الوضع الراهن لم يعد قابلاً للاستمرار، ما يدفعها إلى إعادة رسم استراتيجياتها الجيوسياسية في منطقة المغرب الكبير.
في المجمل، تعكس هذه التطورات لحظة مفصلية في النزاع حول الصحراء، حيث تسعى الجزائر إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال التفاوض، في ظل تغير موازين القوى الإقليمية والدولية، مع توقع أن يشهد عام 2025 تحولات حاسمة في هذا الملف.

وسيشكل تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية ضغطًا دبلوماسيًا وقانونيًا كبيرًا على الجزائر، التي تدعم الجبهة مادياً وعسكرياً وتستضيف قادتها في مخيمات تندوف. هذا التصنيف سيعزل البوليساريو دولياً ويقلص دعم الجزائر لها، مما يضعف موقفها في النزاع حول الصحراء الغربية ويحد من قدرتها على استخدام الجبهة كأداة ضغط على المغرب.

علاوة على ذلك، سيجبر هذا التصنيف الجزائر على إعادة تقييم سياساتها في المنطقة، خاصة مع تزايد التوترات والتهديدات الأمريكية التي تربط البوليساريو بجماعات إرهابية مثل داعش وحزب الله، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل. وقد يؤدي ذلك إلى تراجع الدعم الجزائري للبوليساريو، أو على الأقل إلى محاولة الجزائر التفاوض على شروط جديدة لتخفيف الضغوط الأمريكية.

في المجمل، تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية سيضع الجزائر أمام خيارين: إما تعديل سياساتها تجاه الصحراء الغربية بما يتماشى مع الضغوط الدولية، أو مواجهة عزلة دبلوماسية وأمنية متزايدة، مما قد يدفعها إلى إعادة رسم استراتيجياتها الإقليمية والدولية.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!