اليوم العالمي للصحافة المغربية: بين التحديات والفرص لتعزيز حرية الإعلام
يحتفل المغرب، كغيره من دول العالم، في الثالث من مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، مناسبة تتيح فرصة لتسليط الضوء على واقع الإعلام الوطني، والتحديات التي تواجه حرية التعبير، وكذلك الإنجازات التي تحققت في هذا المجال.

📍واقع حرية الصحافة في المغرب: تحديات مستمرة
رغم التطورات التي شهدها المشهد الإعلامي المغربي، لا تزال حرية الصحافة تواجه عدة عراقيل، منها القيود القانونية التي تحد من حرية التعبير، والمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون، بما في ذلك الاعتقالات والمحاكمات التي تستهدفهم أحياناً بسبب تقاريرهم الصحافية. كما تعاني المؤسسات الإعلامية من هشاشة اقتصادية تؤثر على استقلاليتها وقدرتها على تقديم محتوى إعلامي متوازن وشفاف.
📍جهود ومبادرات لتعزيز حرية الصحافة والتنظيم الذاتي
في المقابل، هناك جهود مهنية ومؤسساتية تبذل لتعزيز حرية الصحافة في المغرب، من بينها تجربة التنظيم الذاتي التي تُعد من بين الأوائل في المنطقة، رغم التحديات التي تواجهها، خصوصاً محاولات إجهاض هذه التجربة عبر مشاريع قوانين قد تضعف استقلالية المهنة. كما تشهد الساحة الإعلامية ازدياداً في عدد الصحف الإلكترونية المستقلة والمواقع التي تسعى لتقديم إعلام حر ومسؤول.
📍 أهمية حرية الصحافة في تعزيز الديمقراطية والتنمية
تأتي هذه المناسبة في وقت يبرز فيه دور الصحافة المغربية في توعية المجتمع بالقضايا الوطنية والعالمية، مثل التحديات البيئية التي تؤكدها رسائل الأمم المتحدة، حيث يلعب الصحفيون دوراً حيوياً في نقل الحقائق ومحاسبة المسؤولين. وحرية الصحافة ليست مجرد حق بل ضرورة لضمان شفافية المؤسسات وتعزيز المساءلة والديمقراطية.
إن اليوم العالمي لحرية الصحافة يشكل مناسبة لتجديد الالتزام بحماية الصحفيين وضمان بيئة عمل حرة وآمنة لهم، عبر إصلاحات قانونية تحمي حق التعبير وتدعم استقلالية الإعلام. كما يستوجب دعم المؤسسات الإعلامية مادياً ومعنوياً لضمان استمراريتها وقدرتها على أداء دورها في خدمة المجتمع.
في ظل التحديات والفرص، يبقى اليوم العالمي للصحافة المغربية دعوة مفتوحة للحكومة والهيئات المهنية والمجتمع المدني للعمل المشترك من أجل صحافة حرة، مستقلة، ومسؤولة، قادرة على تعزيز قيم الديمقراطية والشفافية في المغرب. فالصحافة الحرة هي صوت المجتمع ومرآة حقيقية لتطوره.