إن الصحافة، التي تُعد ركيزة أساسية في نقل المعلومات ورصد الواقع، تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة تتمثل في التزامها بأخلاقيات المهنة التي تحكم سلوك الصحفيين وتوجه عملهم.
🖍️أولاً، يجب التمييز بين النقد الموضوعي والهجوم الشخصي، حيث يقتضي النقد الصحفي تحليل الأفكار والسلوكيات بناءً على حقائق موثقة، بعيداً عن الإهانات أو التهديدات التي تخرج عن إطار المهنية. هذا الالتزام يعزز مصداقية الصحفي ويصون حقوق الأفراد والجماعات، كما أنه يحمي الصحفي من التبعات القانونية مثل التشهير أو التحريض، التي قد تترتب على تجاوز الحدود الأخلاقية والقانونية.
🖍️ثانياً، تستند أخلاقيات الصحافة إلى مجموعة من المبادئ التي تشمل الصدق، الدقة، النزاهة، والموضوعية، وهي قواعد ضرورية لضمان نقل المعلومات بشكل مسؤول وشفاف. كما أن احترام الخصوصية وحقوق الآخرين، وتجنب تحريف الحقائق أو إثارة الكراهية، تعد من الضوابط التي يجب أن يلتزم بها الصحفي في ممارسته اليومية.
🖍️ثالثاً، حرية النقد لا تعني الفوضى أو الانحراف عن القيم المهنية، بل هي حرية مقيدة بمسؤولية اجتماعية وأخلاقية. فالصحفي مطالب بأن يكون حارس بوابة للمعلومات، يوازن بين حق الجمهور في المعرفة وحقوق الأفراد في الحماية من الأذى النفسي أو الاجتماعي. وهذا يتطلب وعيًا بالقوانين المحلية والدولية التي تضبط حرية التعبير وتحدد حدودها.
وأخيراً، إن الصحافة ليست ساحة لتصفية الحسابات أو منصة للتحريض على العداء، بل هي رسالة سامية تهدف إلى خدمة المجتمع عبر كشف الحقائق وتحليلها بموضوعية. وفي هذا السياق، يجب أن تُبنى الممارسات الصحفية على احترام التاريخ الاجتماعي والثقافي للمجتمعات، كما هو الحال مع أحياء مثل “الكاريان” و”حبيبيس” التي تحمل في طياتها قصص نجاح وتحديات تستحق التقدير والاحترام بدلًا من التحقير أو التهديد.
باختصار، يمكن للصحفيين الحفاظ على حرية النقد من خلال التزامهم بأخلاقيات المهنة التي توازن بين حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية، مما يضمن نقل الحقيقة دون تحريض أو إساءة، ويعزز دور الصحافة كسلطة رابعة مسؤولة وموثوقة في المجتمع.
