برنامج ملكي طموح لإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات بإقليم طاطا

محمد لمدان
في إطار استجابة سريعة وفعّالة للتحديات المناخية التي خلفتها الفيضانات التي ضربت إقليم طاطا في شتنبر الماضي، أُطلق برنامج ملكي ضخم تحت إشراف صلاح الدين آمال، عامل إقليم طاطا، الذي يقود هذا الورش التنموي الكبير بجهود حثيثة ومتابعة دقيقة. يشمل البرنامج استثماراً يتجاوز 706 مليون درهم، موزعة على خمسة محاور أساسية سيتم تنفيذها على مدى سنتي 2025 و2026.
محاور البرنامج:
1. إصلاح الطرق والمنشآت الفنية (453 مليون درهم):
يهدف هذا المحور إلى تعزيز الربط الطرقي وتحسين السلامة المرورية في الإقليم، حيث سيتم إعادة تأهيل العديد من الطرق المتضررة بسبب الفيضانات، بالإضافة إلى بناء 17 منشأة فنية على الطرق الوطنية رقم 17 ورقم 7.
2. إصلاح المسالك القروية غير المصنفة (94 مليون درهم):
يشمل هذا المحور تحسين وصيانة المسالك القروية، بهدف القضاء على نقاط الانقطاع التي تظهر خلال موسم الأمطار، وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للمواطنين في المناطق النائية.
3. دعم القطاع الفلاحي (100 مليون درهم):
خصص مبلغ يتجاوز 100 مليون درهم لدعم الفلاحين عبر إعادة تأهيل المنشآت السقوية في المنطقة، بما يسهم في تحسين الإنتاجية الفلاحية ويعزز استدامة الأنشطة الزراعية.
4. إصلاح المباني والمرافق العمومية (13 مليون درهم):
سيتم تخصيص هذا المبلغ لإصلاح المباني العمومية المتضررة من الفيضانات، مما يضمن استمرارية الخدمات الأساسية للساكنة.
5. مساعدة الأسر المتضررة (أكثر من 17 مليون درهم):
تم تخصيص هذا المبلغ لإعادة بناء مساكن الأسر التي تضررت بشكل كبير جراء الفيضانات، مما يسهم في تحسين ظروف حياتهم ويمنحهم الأمل في مستقبل أفضل.
مشاريع إضافية:
إلى جانب البرنامج الرئيسي، تم توقيع اتفاقيات شراكة بين الجماعات المحلية، المجلس الإقليمي، ووكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، لتأهيل شبكات الماء الصالح للشرب وتنقية الواحات المتضررة في جماعات مثل تمنارت، قصبة سيدي عبد الله بن مبارك، أكينان، ابن يعقوب، وفم زكيد. تصل قيمة هذه الاتفاقيات إلى 18 مليون درهم.
دور عامل الإقليم في إنجاح المشروع
يبذل صلاح الدين آمال، عامل إقليم طاطا، جهوداً حثيثة ومتابعة مستمرة لضمان تنفيذ هذه المشاريع على أكمل وجه. من خلال إشرافه المباشر، يضمن العامل أن تلتزم جميع الأطراف المعنية بالتنفيذ السليم للمشاريع وفق المدة المحددة وبأعلى مستويات الجودة. ويعمل صلاح الدين آمال على تسهيل التواصل والتعاون بين جميع الفاعلين المحليين لضمان نجاح هذه المبادرات التنموية، وتحقيق الأهداف المرجوة لصالح المواطنين.
التحديات وآفاق المستقبل
يُعتبر هذا البرنامج الطموح ردّاً عملياً على التحديات المناخية المتزايدة في المنطقة، ويعكس التزام الدولة المغربية العميق بتحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى حياة المواطنين. ويشكل هذا المشروع نموذجاً حياً على قدرة المملكة المغربية في التصدي للتحديات الطبيعية وتنفيذ برامج طموحة تهدف إلى إعادة البناء والتطوير في أسرع وقت ممكن.
خاتمة:
إن هذا البرنامج يعكس حرص الدولة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، على توفير الدعم الكامل للمنطقة لمواجهة آثار الفيضانات وتعزيز بنيتها التحتية. ومع المتابعة المستمرة من صلاح الدين آمال، من المتوقع أن يسهم البرنامج في إعادة إقليم طاطا إلى مسار التنمية المستدامة ويمنح الأمل لسكانه في المستقبل.