أخبار

الناظور: مركز التخييم أركمان يحتضن تدريب الدرجة الأولى ماي 2025 لجمعية شباب المواطنة المغربية

بقلم/حكيم السعودي 

 تحت شعار” المخيمات التربوية فضاء للتميز و بناء الأجيال “في مركز التخييم أركمان الهادئ والمطل على مياه المتوسط عاشت جمعية شباب المواطنة المغربية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل والجامعة الوطنية للتخييم تجربة تربوية فريدة لا تُنسى خلال الفترة من 5 إلى 10 ماي 2025 حيث احتضن المركز دورة تدريبية من الدرجة الأولى في مجال التخييم جمعت 45 متدربًا ومتدربة يمثلون مختلف فروع الجمعية من ربوع الوطن، في لقاء يعكس العمق الوطني والانخراط الجاد في مسار تكوين أطر قادرة على صناعة الفرق في الحقل التربوي.لم يكن هذا التدريب مجرد تمرين تقني أو ورشة في التنشيط بل كان تجربة إنسانية وتربوية متكاملة انطلقت من إيمان الجمعية بأن التكوين مسؤولية وبأن المخيم فضاء مواطنة قبل أن يكون مكانًا للترفيه. تحت شعار “المخيمات التربوية فضاء للتميز وبناء الأجيال”، تجسدت هذه المبادئ على أرض الواقع من خلال تنظيم محكم وإشراف دقيق وبرنامج غني وأداء راق من كل الفاعلين في هذا الورش التكويني.

منذ اللحظات الأولى من عرفت الدورة روح الانضباط والمسؤولية التي ميزت أداء المتدربين والمتدربات. كانت المواظبة اليومية لافتة والسلوك العام يعكس تربية راقية واختيارًا موفقًا من طرف فروع الجمعية التي عملت مسبقًا على انتقاء أطرها بعناية. هذا السلوك الإيجابي ساعد على خلق مناخ تربوي مثالي حيث تعززت روح الجماعة،ك وترسّخ الإحساس بالمسؤولية،ك وانعكس ذلك على جودة التفاعل مع مختلف محاور الدورة.

القيادة التربوية لعبت دورًا حاسمًا في نجاح هذا الورش حيث أشرف على رئاسة التدريب محمد بوجمعاوي المعروف بخبرته العريقة في مجالي التكوين والتخييم رغم صغر سنه. كانت إدارته للتدريب مثالًا للقيادة الهادئة والمتمكنة التي تمزج بين الحزم والمرونة وبين التوجيه والتحفيز وبين المتابعة والإنصات. حضوره اليومي في الورشات ومداخلاته التوجيهية الدقيقة جعلت منه قائدًا حاضرًا في تفاصيل كل لحظة وسندًا فعليًا لكل متدرب ومتدربة. لم يكن بوجمعاوي مجرد رئيس تدريب بل كان مرآة للقيم التي تسعى الجمعية لغرسها في أطرها: المسؤولية، النزاهة، روح الفريق والتواضع في القيادة.ولم يكن النجاح ليتحقق لولا انسجام الطاقم التكويني الذي اشتغل بتناغم واضح وروح جماعية عالية. أسماء لها وزنها في الحقل التربوي حضرت بكل ثقلها المهني: محمد الصفريوي، الحسين درعاوي رئيس لجنة التكوين و التخيبم ، إسماعيل شاكري، حسن أعدي وجواد حاضي المنسق العام و المكلف بالعلاقات العامة كلهم اشتغلوا دون كلل وبكاريزما تربوية جذبت المتدربين وعززت من دينامية الورشات وأضفت طابعًا خاصًا على مختلف اللحظات التدريبية. كل واحد منهم كان بمثابة مرآة لمدرسة تربوية متفردة سواء من حيث أسلوب التأطير أو طريقة التفاعل مع المشاركين أو من حيث القدرة على تحويل المفاهيم النظرية إلى ممارسات واقعية.

البرنامج التدريبي تميز بغناه وتنوعه حيث توزع بين العروض النظرية والورشات التطبيقية والأنشطة التفاعلية مما سمح ببناء معارف متكاملة ومهارات عملية وسلوكيات مهنية راقية. تم التطرق إلى محاور جوهرية مثل توصيف مهام المنشط التربوي، إدراك خصائص نمو الطفل واحتياجاته، آليات التعامل مع المجموعات، المسؤولية القانونية، وتدابير الوقاية النفسية والجسدية. كما تم التركيز على بيداغوجيا الأناشيد، الألعاب التنشيطية،ك والتربية عبر الفن إضافة إلى تداريب ميدانية حول تسيير السهرات، تنظيم الألعاب الكبرى والخرجات التربوية. وكان للجلسات التقييمية الجماعية والفردية دور محوري في تمكين المتدربين من أدوات التقييم الذاتي ورصد نقاط القوة والضعف والتخطيط الشخصي لمساراتهم التكوينية المستقبلية. هذه الجلسات لم تكن شكلية بل مثّلت لحظات تأمل وتوجيه أسهمت في تقوية الثقة بالنفس وتعزيز حس المبادرة ومراجعة التصورات حول التخييم كمجال للتربية على المواطنة.من جهة أخرى شكل الجانب التنظيمي ركيزة أساسية في نجاح هذه الدورة. فقد كان لمجهودات السيد عبد الرحيم الهاني مدير المركز أثر بالغ في توفير بيئة تربوية محفزة. عُرف بتفانيه وهدوئه ورجاحة عقله، فاستحق عن جدارة لقب “فيلسوف المركز”. جهوده في ضمان نظافة المرافق وجودة الإطعام وحسن الاستقبال، كانت محل إشادة من جميع المشاركين و الجمعيات المشاركة الأخرى و إدارة مخيم الأطفال وأسهمت في خلق مناخ إيجابي ساعد على التركيز والانخراط الكامل في الورشات.

وفي زيارة ميدانية دامت ثلاثة أيام حضر رئيس جمعية شباب المواطنة المغربية شخصيًا لمواكبة مجريات التدريب حيث التقى بالمكونين والمتدربين ووقف على تفاصيل التنظيم وتحدث بانفعال وإعجاب عن الجدية التي لمسها في كل المكونات. عبّر عن فخره بهذا الإنجاز مؤكدًا أن الجمعية تراهن على مثل هذه المحطات لإعداد جيل جديد من الأطر المواطنة والمتمكنة القادرة على تسيير مخيمات تربوية تليق بطموحات الوطن.لقد تجاوزت هذه الدورة أبعادها التقنية لتصبح تجربة عميقة في القيادة والعمل الجماعي وتربية الذات على القيم والمبادئ. كانت بمثابة مختبر حي انصهر فيه المشاركون في بوتقة واحدة خرجوا منها برؤية جديدة،ك وحماس متجدد وحلم مشترك بتخييم تربوي فاعل يُسهم في بناء مغرب أكثر إشراقًا وإنسانية.كما قال نيلسون مانديلا ذات مرة “التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم” وبمثل هذه الدورات يتضح أن جمعية شباب المواطنة المغربية قد اختارت طريق التغيير الحقيقي: الاستثمار في الإنسان عبر التربية والتكوين والعمل الميداني. هنا في أركمان بدأت حكاية جديدة مع التميز.

 لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لكل من أسهم في إنجاح هذه الدورة التكوينية المتميزة. شكرًا للسبد عبدالرحيم الهاني مدير مركز التخييم أركمان على حكمته وتفانيه وإشرافه الدقيق الذي شكّل أساسًا صلبًا لنجاح هذه المحطة و كذلك محمزكد بوجمعاوي . تحية تقدير وامتنان للمقتصد والعملة بالمطبخ الذين سهروا على توفير ظروف الراحة والتغذية اللائقة للمشاركين مؤمنين بأن الجهود الصامتة هي التي تصنع الفارق في الكواليس ولا يفوتنا أن ننوه بالدور المحوري للمديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب بالناظور على مواكبتها التربوية ودعمها الدائم لتكوين الشباب. ونخص بالشكر الفئات المستفيدة من هذا التدريب الذين أبانوا عن التزام ومسؤولية ووعي يثلج الصدر وجعلوا من كل لحظة داخل الدورة فرصة للتعلم والنمو. أما جمعية شباب المواطنة المغربية فكل التقدير لقيادتها التي لم تدخر جهدًا في توفير كل متطلبات النجاح ولرؤيتها الرائدة التي تؤمن بأن بناء الإنسان هو مفتاح بناء الأوطان. لقد كان هذا النجاح ثمرة انسجام الجميع وتجسيدًا حيًا لقيمة العمل الجماعي، فشكرًا لكل من وضع لبنة في صرح هذا الإنجاز وكلنا أمل أن نلتقي في محطات تكوينية أخرى أكثر إشراقًا وأعمق أثرًا في سبيل وطن يستحق منا كل هذا العطاء.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!