أخبارجهاتمجتمع

تزنيت بين انقطاعات الكهرباء وتجاهل الهوية اللغوية: مطالب شعبية بتواصل إداري بالعربية والأمازيغية

احتجاجات المواطنين على استخدام الفرنسية في المراسلات وسط تكرار انقطاعات الكهرباء

بعد استنكار المواطنين في تزنيت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، التي أثرت سلباً على حياتهم اليومية، برزت أزمة جديدة تتعلق بطريقة تواصل الشركة الجديدة المكلفة بتزويد الكهرباء مع السكان. فقد أصدرت الشركة مراسلات إدارية بالفرنسية فقط، ما أثار استياء واسعاً بين المواطنين الذين طالبوا باستخدام اللغتين العربية والأمازيغية في الخطابات الرسمية، معتبرين أن ذلك يعكس نوعاً من “العياقة” وعدم احترام للخصوصية الثقافية المحلية.
الانقطاعات المتكررة للكهرباء في تزنيت ليست جديدة، حيث شهدت المدينة عدة انقطاعات مبرمجة وغير مبرمجة أثرت على عدة أحياء مثل تجزئة الفتح وحي أفراك، ما دفع السكان إلى المطالبة بتدخل الجهات المختصة لتحسين جودة الخدمة وضمان استمراريتها. في الوقت نفسه، تعكس المراسلات الإدارية بالفرنسية فقط عزوف الشركة عن التواصل بلغات السكان، وهو ما يُنظر إليه كإهمال للهوية اللغوية والثقافية في المنطقة.
المواطنون يرون أن استخدام العربية والأمازيغية في المراسلات الرسمية ليس مجرد مطلب لغوي، بل حق ثقافي يعزز التواصل الفعّال ويعكس احترام التنوع الثقافي في المغرب. كما أن ذلك يسهل فهم الرسائل والإعلانات المتعلقة بالخدمات الأساسية مثل الكهرباء، ويزيد من الشفافية والمساءلة.
من هنا، يتضح أن الأزمة ليست فقط في جودة الخدمة الكهربائية، بل تمتد إلى أساليب التواصل الإداري التي يجب أن تكون شاملة وتعبر عن هوية المجتمع المحلي. على الشركة الجديدة في تزنيت أن تعيد النظر في استراتيجيتها التواصلية، وتتبنى لغة تخاطب تراعي التنوع اللغوي والثقافي، مما يعزز ثقة المواطنين ويخفف من حدة الاحتجاجات.
ختاماً، فإن تحسين خدمات الكهرباء في تزنيت يتطلب جهداً متكاملاً يشمل الجانب التقني والإداري، مع احترام اللغات الرسمية والثقافات المحلية، لضمان تواصل فعّال وحل جذري لأزمة الانقطاعات المتكررة التي يعاني منها السكان.

اظهر المزيد

حميد فوزي

رئيس التحرير
زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!