في إطار الاحتفال بالذكرى السنوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كان من المنتظر أن يشهد إقليم بنسليمان يوم الإثنين 19 ماي 2025، تنظيم لقاء تواصلي هام برئاسة السيد سمير اليزيدي، عامل الإقليم، يتخلله تدشين عدد من المشاريع التنموية التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة للسكان المحليين. هذا الحدث، الذي كان من المقرر أن يشكل منصة لتعزيز الحوار المباشر بين المسؤولين والمواطنين، شهد تأجيلًا غير متوقع، ما أثار ردود فعل وتساؤلات في أوساط المجتمع المحلي.
تأتي هذه الخطوة في سياق حرص السلطات على ضمان سلامة الجميع، حيث تبدو الظروف المحيطة بالحدث غير ملائمة لعقده في الوقت المحدد، مما دفع إلى اتخاذ قرار التأجيل كإجراء وقائي. هذا القرار يعكس مدى المسؤولية التي تتحلى بها الجهات المختصة في تنظيم الفعاليات الكبرى، إذ لا يمكن المضي قدمًا في تنفيذ برامج تنموية دون ضمان توافر الشروط الملائمة التي تضمن نجاحها وتحقيق أهدافها المنشودة.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقتها المملكة المغربية، تمثل ركيزة أساسية في مسار التنمية المستدامة، إذ تستهدف تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان عبر مشاريع متنوعة تغطي مختلف القطاعات والمجالات. ومن هذا المنطلق، فإن تأجيل النشاط لا يعني توقفًا أو تراجعًا في الجهود المبذولة، بل هو تعبير عن حرص على جودة التنفيذ والتخطيط المحكم، بما يضمن استفادة المواطنين بأفضل صورة ممكنة.
وفي الوقت نفسه، تؤكد السلطات المحلية على التزامها بالشفافية في التواصل مع المواطنين، حيث تم الإعلان عن أن موعد اللقاء الجديد سيتم تحديده وإبلاغ الجمهور به في الوقت المناسب. هذه الخطوة تعزز الثقة بين الطرفين، وتدعم روح التعاون والتفاعل الإيجابي الذي يعد حجر الزاوية في نجاح أي مشروع تنموي.
إن تأجيل نشاط السيد سمير اليزيدي ليس سوى محطة مؤقتة في مسار التنمية بإقليم بنسليمان، ويجب أن يُنظر إليه كفرصة لإعادة النظر في تفاصيل التنفيذ وضمان توفير كل الظروف التي تضمن نجاح المبادرة. وفي انتظار الإعلان عن الموعد الجديد، يبقى دور المواطنين محوريًا في دعم هذه المشاريع والمساهمة في دفع عجلة التنمية المحلية نحو آفاق أرحب من التقدم والازدهار.
وفي الختام، يظل الهدف الأسمى هو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة ترتقي بمستوى الحياة في إقليم بنسليمان، ويعزز من مكانته كمنطقة تنموية نموذجية، وهذا لن يتحقق إلا بتضافر جهود الجميع من مسؤولين ومواطنين على حد سواء.
