في خطوة جريئة تروم استعادة هيبة القانون وتنظيم الفضاء العمومي، شرعت السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء، خلال الأسابيع الأخيرة، في تنفيذ حملة واسعة لتحرير الملك العمومي البحري بكورنيش عين الذئاب، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً بين المواطنين ومستغلي هذا الفضاء الساحلي الحيوي.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن تلقت عدد من المقاهي والمطاعم الفاخرة، بالإضافة إلى مسابح معروفة مثل “طايتي”، إشعارات بالإفراغ الفوري، استناداً إلى قرارات وزارة التجهيز والنقل والماء، التي تعتبر أن هذه المؤسسات تحتل الملك البحري العمومي دون سند قانوني سليم.
وأكدت مصادر مطلعة لـ”علاش بريس” أن هذه القرارات تأتي في إطار إعادة هيكلة كورنيش عين الذئاب، وفق رؤية جديدة تهدف إلى تعزيز جاذبية الساحل وتنظيم الاستغلالات العشوائية التي لطالما شكلت موضوع انتقادات من طرف فعاليات مدنية وحقوقية.
وأثار هذا المستجد استياء بعض المستثمرين، الذين عبروا عن تخوفهم من الخسائر الاقتصادية المحتملة، بينما رحب عدد من المواطنين بهذه الخطوة، معتبرين أنها تنهي سنوات من الفوضى والاحتلال غير المشروع لفضاءات من المفروض أن تكون مفتوحة في وجه العموم.
يذكر أن كورنيش عين الذئاب يُعد من بين أبرز المعالم السياحية والترفيهية في العاصمة الاقتصادية، وتعرف زيارته إقبالاً كبيراً من المواطنين والسياح على حد سواء، مما يفرض ضرورة تحقيق توازن بين الاستثمار والحفاظ على الطابع العمومي للمكان.
